استغفر لي يا أويس ، فقال آخر : استغفر لي يا أويس ، فلما أكثروا عليه انساب فذهب فما رؤي حتى الساعة [٢٤٤٨].
كتب إليّ أبو الغنائم محمد بن علي بن ميمون النّرسي أنا محمد بن علي بن الحسين الحسني ، حدّثنا يزيد بن جعفر بن حاجب ، حدّثنا أبو العباس بن هارون ، قال شيخنا أبو عامر العبدري : هو محمد بن الحسين بن هارون ، حدّثنا أبو جعفر محمد بن إبراهيم [القماط](١) ، حدّثنا يحيى ، حدّثنا ليث بن خالد البلخي ، حدّثنا أبو العلاء بن عبد الحكم البصري ، عن نهشل بن سعيد ، عن الضحاك بن مزاحم ، عن ابن عباس قال : مكث عمر يسأل عن أويس القرني عشر سنين ، فذكر أنه قال : يا أهل اليمن من كان من مراد فليقم ، قال : فقام من كان من مراد. وقعد آخرون فقال : أفيكم أويس فقال رجل : يا أمير المؤمنين لا يعرف أويسا ولكن ابن أخ لي يقال له أويس هو أضعف (٢) وأمهن من أن يسأل مثلك عن مثله يا أمير المؤمنين. قال له أبحر منا هو؟ قال : نعم هو بالأراك بعرفة يرعى إبل القوم. فركب عمر [وعليّ](٣) رضياللهعنهما حمارين ثم انطلقا حتى أتيا الأراك فإذا هو قائم يصلّي يصرف ببصره نحو مسجده قد دخل بعضه في بعض فلما رأياه قال أحدهما لصاحبه : إن يك أحد الذي نطلب فهذا هو فلما سمع حسّهما خفف وانصرف ، فسلّما عليه فردّ عليهما : وعليكما السلام ورحمة الله. قالا له : ما اسمك رحمك الله؟ قال : أنا راعي هذه الإبل. قالا (٤) : أخبرنا باسمك قال : أنا أجير القوم. قالا (٥) : ما اسمك؟ قال : أنا عبد الله. قال له علي : قد علمنا أن من في السموات والأرض عبيد الله فأنشدك برب هذه الكعبة ، ورب هذا الحرم ما اسمك الّذي سمّتك به أمك؟ قال : وما تريد إلى ذلك؟ أنا أوس بن بدار فقالا له : أكشف لنا عن شقك الأيسر ، فكشف لهما فإذا لمعة بيضاء قدر (٦) الدرهم من غير سوء فابتدرا يقبلان الموضع ، ثم قالا له : إن رسول الله صلىاللهعليهوسلم أمرنا أن نقرئك السلام ، وأن نسألك أن تدعو لنا. قال : إن دعائي في شرقي الأرض ومغربها لجميع المؤمنين والمؤمنات فقالا : ادع لنا ، فدعا لهما وللمؤمنين والمؤمنات. فقال له عمر :
__________________
(١) كلمة غير واضحة بالأصل ، والمثبت عن م.
(٢) في الحلية ٢ / ٨٢ : هو أخمل ذكرا وأقل مالا وأهون أمرا من أن نرفعه إليك.
(٣) زيادة عن الحلية وم.
(٤ و ٥) بالأصل «قال».
(٦) بالأصل «قد».