دع لي في جسدي منه ما أذكر به نعمتك (١) فترك له ما ـ وقال ابن حمدان : منه ما ـ يذكر نعمه عليه وكان رجلا يلزم المسجد في ناس من أصحابه ، وكان ابن عم له يلزم السلطان يولع به ـ وقال ابن المقرئ : مولع به ـ فإن رآه مع قوم أغنياء قال : ما هو إلّا يستأكلهم وإن رآه مع قوم فقراء قال : ما هو إلّا يخدعهم ، وأويس لا يقول في ابن ـ وقال ابن سعدوية : لابن ـ عمّه إلّا خيرا ، غير أنه إذا مرّ به استتر منه مخافة أن يأثم في سببه.
وكان عمر بن الخطاب يسأل الوفود ـ وقال ابن حمدان : الوفد ـ إذا قدموا عليه من أهل الكوفة هل تعرفون أويس بن عامر القرني فيقولون : لا ، فقدم وفد من أهل الكوفة فيهم ابن عمه ذاك ، فقال ـ زاد ابن المقرئ : عمرو ، قال : ـ هل تعرفون أويس بن عامر القرني؟ قال ابن عمه : يا أمير المؤمنين ، هو ابن عمي ، وهو رجل نذل فاسد لم يبلغ أن تعرفه أنت يا أمير المؤمنين ، فقال له عمر : ويلك هلكت ، ويلك هلكت ، فإذا أتيته فاقرئه مني السلام ، ومره فليفد إليّ. فقدم الكوفة فلم يضع ثياب سفره عنه حتى أتى المسجد قال : فرأى أويسا فلمّ به ، وقال : استغفر لي يا ابن عمي ، فقال : غفر الله لك يا ابن عم. قال : وأنت ، فغفر الله لك ، يا أويس بن عامر أمير المؤمنين يقرئك السلام. قال : ومن ذكرني لأمير المؤمنين؟ قال : هو ذكرك وأمرني أن أبلغك أن تفد إليه. قال : سمعا (٢) وطاعة لأمير المؤمنين. فوفد إليه حتى دخل على عمر فقال : أنت أويس بن عامر؟ قال : نعم ، قال : أنت الذي خرج بك ـ وقال ابن سعدوية به ـ وضح فدعوت الله عزوجل أن يذهبه عنك فأذهبه ، فقلت : اللهم دع لي في جسدي ـ زاد ابن حمدان : منه ، وقالا ـ لما اذكر به نعمك عليّ فترك لك في جسدك ما تذكر به نعمه عليك؟ قال : وما أدراك ـ وقال ابن المقرئ : ما أبدا لك ـ يا أمير المؤمنين ، فو الله ما اطّلع على هذا بشر. قال : أخبرنا رسول الله صلىاللهعليهوسلم : «أنه سيكون في التابعين رجل من قرن يقال له أويس بن عامر ، يخرج به وضح ، فيدعو الله أن يذهبه عنه فيذهبه ، فيقول : اللهم دع لي في جسدي ما أذكر به نعمتك ـ وقال ابن المقرئ : نعمك وقالا : ـ عليّ ، فيدع له منه ما يذكر به نعمه عليه ، فمن أدركه منكم فاستطاع أن يستغفر له ، فليستغفر له» ، فاستغفر لي يا أويس بن عامر فقال : غفر الله لك يا أمير المؤمنين. قال : وأنت فيغفر الله لك يا أويس بن عامر. قال : فلما سمعوا عمر قال عن النبي صلىاللهعليهوسلم ، قال رجل :
__________________
(١) في السير : نعمك عليّ.
(٢) بالأصل «سمع».