منكم فمروه فليستغفر لكم» أخرجه مسلم عن زهير (١) [٢٤٤٤].
أخبرنا أبو سهل بن سعدوية أيضا ، أنا أبو الفضل الرازي ، أنا جعفر بن عبد الله بن يعقوب ، نا محمد بن هارون الرّوياني ، حدّثنا عمر بن علي ، حدّثنا معاذ بن هشام ، حدّثني أبي عن قتادة عن زرارة بن أوفى ، عن أبيه ، عن أسير بن جابر ، قال : كان عمر بن الخطاب إذا أتى عليه أمداد أهل اليمن سألهم أفيكم أويس بن عامر؟ حتى أتى على أويس فقال له : أنت أويس بن عامر؟ قال : نعم ، قال : من مراد ثم من قرن؟ قال : نعم ، قال : كان بك برص فبرأت منه إلّا موضع درهم؟ قال : نعم ، قال : سمعت رسول الله صلىاللهعليهوسلم يقول : «يأتي عليك أويس بن عامر مع أمداد أهل اليمن من مراد ثم من قرن كان به برص فبرأ منه إلّا موضع درهم ، له والدة هو بها برّ لو أقسم على الله لأبرّه ، فإن استطعت أن يستغفر لك فافعل» فسأله عمر : أين تريد؟ قال : الكوفة قال : ألا أكتب لك إلى عاملها فيستوصي بك قال : لا. ولكن أكون في غبّرات (٢) الناس أحب إليّ.
فلمّا كان من العام المقبل حج رجل من أشرافهم فوافى عمر ، فسأله عن أويس كيف تركته؟ قال : تركته رث البيت قليل المتاع. فقال عمر : سمعت رسول الله صلىاللهعليهوسلم يقول : «يأتي عليك أويس القرني مع أمداد أهل اليمن من مراد ثم من قرن كان به برص فبرأ منه إلّا موضع درهم ، له والدة هو بها برّ ، لو أقسم على الله لأبرّه ، فإن استطعت أن يستغفر لك فافعل» فلما قدم الرجل إلى الكوفة أتى أويسا فقال له : استغفر لي ، فقال : لقيت عمر؟ قال : نعم (٣) قال فاستغفر له ، ففطن له الناس فانطلق على وجهه. فقال أسير بن جابر وكسوته بردا فكان إذا رآه عليه إنسان قال : من أين لأويس هذا البرد (٤) [٢٤٤٥].
أخبرنا أبو سهل بن سعدوية ، أنا أبو القاسم إبراهيم بن إبراهيم بن منصور ، أنا أبو بكر المقرئ ، أنا أبو يعلى ، حدّثنا عبيد الله ـ هو ابن عمر ـ نا معاذ بن هشام ح.
وأخبرناه أبو المظفّر بن القشيري ، أنا أبو عثمان البحيري ، أنا أحمد بن محمد بن
__________________
(١) صحيح مسلم : كتاب فضائل الصحابة ، باب من فضائل أويس القرني (ح : ٢٥٤٢) وبالأصل «أخرجها».
(٢) غبرات الناس مفردها غبّر ، والغبرات : البقايا ، عن أبي عبيدة ، وفي أسد الغابة ١ / ١٨٠ ومسلم ٤ / ١٩٦٩ «غبراء» وغبراء الناس : ضعاف والصعاليك والأخلاط الذي لا يؤبه بهم ولهم.
(٣) رسمها غير واضح بالأصل ، والمثبت عن مسلم وأسد الغابة وسير الأعلام.
(٤) نقله الذهبي في سير الأعلام ٤ / ٢٠ ـ ٢١ وابن عدي في كامله ١ / ٤١٣ أيضا.