قيام على الأقدام عانون تحته |
|
فرائصهم من شدة الخوف ترعد |
[أخبرنا](١) أبو القاسم الحسيني ، أنا رشأ بن نظيف ، أنا الحسن بن إسماعيل ، أنا أحمد بن مروان ، حدّثنا أبو بكر بن أبي الدنيا ، حدّثنا سليمان بن أبي شيخ ، حدّثني محمد بن الحكم ، عن عوانة بن الحكم ، قال : قال أمية بن أبي الصلت وهو جاهلي (٢) :
إن آيات ربّنا قائمات (٣) |
|
ما يماري فيهن إلّا الكفور |
حبس الفيل بالمغمّس (٤) حتى |
|
ظلّ يحبو كأنه معقور |
قال : وأنا أحمد بن مروان ، حدّثنا عبد الله بن مسلم بن قتيبة ، حدّثنا عبدة الصّفار ، حدّثنا العلاء بن الفضل ، عن محمد بن إسماعيل ، عن أبيه ، عن جده ، عن جد أبيه ، قال : سمعت أمية بن أبي الصلت عند وفاته ، وأغمي عليه طويلا ثم أفاق ، فرفع رأسه إلى سقف البيت فقال : لبّيكما ها أنذا لديكما لا عشيرتي تحييني ، ولا مالي يعديني ، ثم أغمي عليه طويلا ثم أفاق فقال (٥) :
كأن عيشي وإن تطاول دهرا |
|
صائر مرة إلى أن يزولا |
ليتني كنت قبل ما قد بدا لي |
|
في رءوس الجبال أرعى الوعولا |
ثم فاضت نفسه.
أخبرنا أبو الحسن الفقيه ، أنا أبو القاسم بن أبي العلاء ، نا أبو علي أحمد بن عبد الرحمن بن عثمان بن القاسم بن أبي نصر ، أنا أبو سليمان محمد بن عبد الله الرّبعي ، أنا أبي ، حدّثنا محمد بن صالح أبو بكر البزّار ، حدّثنا العلاء بن الفضل بن عبد الملك بن أبي سويد ، حدّثنا محمد بن إسماعيل بن طريح بن إسماعيل بن طريح الثقفي ، عن أبيه ، عن جدّ أبيه قال : حضرت أمية بن أبي الصلت حين حضرته الوفاة فأغمي عليه ثم أفاق فرفع
__________________
(١) زيادة لازمة.
(٢) شعراء النصرانية ص ٢٢٩ ، ونسبها ابن إسحاق لأبي الصلت بن أبي ربيعة الثقفي في شأن الفيل ، ويذكر الحنيفية دين إبراهيم عليهالسلام.
قال ابن هشام : تروى لأمية (سيرة ابن هشام ١ / ٦٢) ومعجم البلدان «المغمس».
(٣) ابن هشام : «ثاقبات» وبهامشها عن نسخة : باقيات. وفي معجم البلدان : ظاهرات.
(٤) موضع قرب مكة في طريق الطائف.
(٥) الخبر والبيتان في الأغاني ٤ / ١٢٨ ـ و ١٣٢ وطبقات ابن سلّام ص ١٠٣ والشعر والشعراء ص ٢٨١ والبداية والنهاية ٢ / ٢٨٥.