أخبرنا أبو الحسن علي بن محمد الخطيب ، أنا أبو منصور محمد بن الحسن ، أنا أبو العباس ، أنا أحمد بن الحسين ، أنا عبد الله بن محمد بن عبد الرّحمن ، حدّثنا محمد بن إسماعيل البخاري ، حدثنا محمد بن العلاء ، حدّثنا عبد الرّحمن بن محمد المحاربي ، عن الحجّاج بن أبي عثمان الصّوّاف ، عن محمد بن سيرين عن عبيدة السلماني أن عيينة (١) بن بدر والأقرع بن حابس استقطعا أبا بكر أرضا فقال عمر : إنما كان النبي صلىاللهعليهوسلم يتألفكما على الإسلام ، فأما الآن فاجهدا جهدكما.
أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي ، أنا محمد بن هبة الله الطّبري ، أنا محمد بن الحسين القطان ، أنا عبد الله بن جعفر ، حدّثنا يعقوب بن سفيان ، حدّثنا هارون بن إسحاق الهمداني (٢) ، حدّثنا المحاربي عن الحجّاج بن دينار الواسطي ، عن ابن سيرين ، عن عبيدة ، قال : جاء عيينة بن حصن والأقرع بن حابس إلى أبي بكر فقالا : يا خليفة رسول الله إن عندنا أرضا سبخة ليس فيها نخلا ولا منفعة فإن رأيت أن تقطعناها لعلنا نحرثها ونزرعها ، فلعل الله ينفع بها بعد اليوم. قال : فأقطعهم إيّاها وكتب لهما كتابا وأشهد ، وعمر ليس في القوم ، فانطلقا [إلى](٣) عمر ليشهداه فوجداه (٤) يصلح بعيرا له فقالا : إن أبا بكر قد أشهدك على ما في هذا الكتاب أفنقرأ عليك أو (٥) تقرأ قال : أنا على الحال التي ترياني ، فإن شئتما فاقرءا وإن شئتما فانتظرا حتى أفرغ فأقرأ ، قالا : بل نقرأه ، فلما سمع ما في الكتاب تناوله من أيديهما ، [ثم](٦) تفل فيه ، فمحاه فتذمّراه وقالا مقالة شتم (٧) ، فقال : إن رسول الله صلىاللهعليهوسلم كان يتألفكما والإسلام يومئذ ذليل ، وان الله عزوجل قد أعزّ الإسلام ، فاذهبا فاجهدا جهدكما ، لا أرعى الله عليكما إن أرعيتما ، قال : فأقبلا إلى أبي
__________________
(١) كذا نسبه هنا إلى أحد أجداده وهو : عيينة بن حصن بن حذيفة بن بدر انظر ابن هشام ٤ / ١٣٨.
(٢) رسمها بالأصل «المهدابي» والمثبت عن م.
(٣) سقطت من الأصل واستدركت على هامشه وبجانبها كلمة صح.
(٤) رسمها بالأصل : «فوجداه فانهما بغير اله» كذا والمثبت عن تهذيب ابن عساكر ، وبهامش مختصر ابن منظور ٥ / ١٨ كتب محققه بعد إشارته إلى غموض الأصل لديه وغموض العبارة في نسخ مخطوط ابن عساكر : «ولعل الصواب فوجداه قائما يهنأ بعيرا له» ونراه أقرب ، وهي عبارة يعقوب بن سفيان في المعرفة والتاريخ ٣ / ٢٩٤ وفي م كالأصل.
(٥) بالأصل «اتقرأ» والمثبت عن المعرفة والتاريخ.
(٦) الزيادة عن المعرفة والتاريخ.
(٧) المعرفة والتاريخ : مقالة سيئة.