أنبأنا أبو علي الحداد ، أنا أبو نعيم الأصبهاني الحافظ قال (١) : سمعت محمّد بن الحسين ح.
وأنبأنا أبو الحسن عبد الغافر بن إسماعيل ، أنا محمّد بن يحيى بن إبراهيم المكي ، أنا أبو عبد الرّحمن السّلمي قال : سمعت أبا الحسين القزويني يقول : سمعت علي بن عبدك يقول : سمعت أبا عثمان (٢) الطبرستاني يقول : سمعت ابن المقرحي (٣) يقول : رأيت حول أبي تراب النخشبي من أصحابه عشرين ومائة ركوة قعودا (٤) حول الأساطين ما مات أحد منهم على الفقر إلّا ابن الجلاء وأبو عبيد (٥) البسري.
أخبرنا أبو الحسن بن قبيس ، نا وأبو منصور بن خيرون ، أنا أبو بكر الخطيب (٦) : نا عبد العزيز بن علي ، نا علي بن عبد الله بن الحسن بن جهضم ـ بمكة ـ نا محمّد بن عبد الله بن الجلندي المقرئ قال : سمعت أبا عبد الله بن الجلّاء يقول : كنت بمكة مجاورا مع ذي النون فجعنا أياما كثيرة لم يفتح لنا بشيء ، فلما كان ذات يوم قام ذو النون قبل صلاة الظهر ليصعد إلى (٧) الجبل ليتوضأ إلى الصّلاة وأنا خلفه ، فرأيت قشور الموز مطروحا في الوادي وهو طري ، فقلت في نفسي : آخذ منه كفا أو كفين أتركه في كمي ولا يراني الشيخ حتى إذا صرنا في الجبل ، ومضى الشيخ يتمسح ، أكلته قال : فأخذته وتركته في كمي وعيني إلى الشيخ لئلا يراني. فلما صرنا في الجبل وانقطعنا عن الناس التفت إليّ وقال : اطرح ما في كمك يا شره ، فطرحته وأنا خجل. وتمسحنا للصّلاة ، ورجعنا إلى المسجد ، وصلينا الظهر والعصر والمغرب وعشاء الآخرة ، فلما كان بعد ساعة إذا إنسان قد جاء ومعه طعام عليه مكبة ، فوقف ينظر إلى ذي النون ، فقال له ذو النون : مر فدعه قدام ذاك وأومأ إليّ بيده ، فتركه بين يدي ؛ فانتظرت الشيخ ليأكل فلم أره يقوم [من] (٨) مكانه. ثم نظر إليّ وقال : كل ، فقلت : آكل
__________________
(١) حلية الأولياء ١٠ / ٤٨ في ترجمة أبي تراب النخشبي.
(٢) الحلية : عمران.
(٣) الحلية : ابن الفرحي.
(٤) عن الحلية وبالأصل «قعود».
(٥) في الحلية : «أبو عبيدة السري» تحريف.
(٦) تاريخ بغداد ٥ / ٢١٤.
(٧) تاريخ بغداد والمختصر : للصلاة.
(٨) زيادة عن تاريخ بغداد.