قال : رأيت من أصحاب رسول الله صلىاللهعليهوسلم ابن عمرو (١) ، وعبد الله بن أم حرام ، وواثلة بن الأسقع ، وغيرهم (٢) يلبسون البرانس ويعمون (٣) شواربهم ولا يحفون حتى ترى الجلدة ، ولكن قصا حتى يكشفون الشفة ، ويصفّرون بالورس ، ويخضّبون بالحنّاء والكتم.
أخبرنا أبو الحسن الفقيه ، نا عبد العزيز بن أحمد ، أنا أبو محمد بن أبي نصر ، أنا أبو الميمون بن راشد ، نا أبو زرعة قال : وقال هيثم بن خارجة ، نا محمد بن حمير ، عن إبراهيم بن أبي عبلة ، قال : أدركت ابن عمر ، وعبد الله بن عمرو ، وابن أم حرام ، وواثلة بن الأسقع ، وأنس بن مالك فلامض لاطئة (٤) ويصفّرون لحاهم.
قال أبو زرعة : واختلف عن إبراهيم بن أبي عبلة في حديث واثلة ، وإبراهيم بن أبي عبلة أبو إسماعيل من القدماء ، أدرك ابن عمر ، وواثلة ، وعبد الله بن عمر ، وابن أم حرام ، وأنس بن مالك.
أخبرنا أبو علي المقرئ ، وحدثني أبو مسعود الشروطي عنه ، أنا أحمد بن عبد الله الأصبهاني ، نا أبو القاسم الطبراني ، نا أبو يزيد القراطيسي (٥) ، نا المعلى بن الوليد القعقاعي ، نا هانئ بن عبد الرّحمن ، حدثني عمي إبراهيم بن أبي عبلة العقيلي ، قال : أدركت رجالا من أصحاب رسول الله صلىاللهعليهوسلم فرأيت منهم رجلين كلمت أحدهما ولم أكلم الآخر أبا أبيّ ابن أم حرام الأنصاري ، وكان ممن شهد مع النبي صلىاللهعليهوسلم القبلتين ، ورأيت عليه كساء خزّ أغبر ، ورأيت واثلة بن الأسقع ولم أكلمه ، فقام إليه العريف بن الديلمي حتى جلس إليه فلما قام من عنده لقيته ، فقلت : ما ذا حدّثك؟ قال : حدّثني أن نفرا من بني سليم أتوا النبي صلىاللهعليهوسلم ، فذكر حديث العتق.
أنبأنا أبو علي الحداد المقرئ ، ثم حدثني أبو مسعود الأصبهاني عنه ، أنا أبو
__________________
(١) تقدم «ابن عمر» وفي المختصر هنا «ابن عمر».
(٢) بالأصل «وغيرهما».
(٣) في المختصر : «ويقصون».
(٤) كذا بالأصل.
(٥) بالأصل «الفراطيسي» والصواب ما أثبت بالقاف ، واسمه يوسف بن يزيد بن كامل بن حكيم ، انظر ترجمته في سير الأعلام ١٣ / ٤٥٥ (٢٢٥).