أدهم بن منصور بن يزيد بن جابر بن ثعلبة بن سعيد بن حلام بن غزية بن أسامة بن ربيعة بن ضبيعة بن عجل بن لجيم ، نسبه إبراهيم بن يعقوب عن محمّد بن كناسة.
أخبرنا أبو المظفّر بن القشيري ، قال : قال لنا أبي الأستاذ أبو القاسم (١) : ومنهم أبو إسحاق إبراهيم بن أدهم بن منصور بن يزيد بن جابر من كورة بلخ كان من أبناء الملوك فخرج يوما متصيدا (٢) ، وأثار ثعلبا أو أرنبا وهو في طلبه فهتف به هاتف : ألهذا خلقت أم لهذا أمرت؟ ثم هتف به من قربوس سرجه : والله ما لهذا خلقت ولا بهذا أمرت ، فنزل عن دابته وصادف راعيا لأبيه ، فأخذ جبة الراعي (٣) من صوف فلبسها وأعطاه فرسه وما معه ، ثم أنه دخل البادية ثم دخل مكة ، وصحب بها سفيان الثوري ، والفضيل بن عياض ، ودخل الشام ومات بها (٤). وكان يأكل من عمل يده مثل الحصاد وحفظ (٥) البساتين وغير ذلك. وأنه رأى رجلا في البادية علّمه اسم الله الأعظم فدعا به بعده ، فرأى الخضر عليهالسلام وقال : إنما علّمك أخي داود اسم الله الأعظم.
أخبرني بذلك الشيخ أبو عبد الرّحمن السّلمي ، نا محمّد بن الحسن بن الخشاب ، نا أبو الحسن علي بن محمّد المصري ، حدّثني أبو سعيد الخراز ، نا إبراهيم بن بشّار (٦) قال : صحبت إبراهيم بن أدهم فقلت : خبرني عن بدو أمرك ، فذكر هذا.
وكان إبراهيم بن أدهم كبير الشأن في باب الورع ، يحكى عنه أنه قال : أطب مطعمك ولا عليك أن لا تقوم بالليل ولا تصوم بالنهار. قال : وكان عامة دعائه : اللهمّ انقلني من ذل معصيتك إلى عزّ طاعتك.
وقيل لإبراهيم بن أدهم إن اللحم قد غلا فقال : أرخصوه ، أي لا تشتروه.
أنبأنا أبو الفرج غيث بن علي السّلمي ـ ونقلته من خطّه ـ نا أبو بكر الخطيب ، نا
__________________
(١) الرسالة القشيرية (٤) ص ٣٩١.
(٢) الرسالة القشيرية : يتصيد.
(٣) الرسالة القشيرية : جبة للراعي.
(٤) الرسالة القشيرية : فيها.
(٥) الرسالة القشيرية : والعمل في البساتين.
(٦) إعجامها غير واضح بالأصل والمثبت عن الرسالة القشيرية.