سمعت إبراهيم بن المولّد يقول : عجبت لمن عرف الطريق إلى ربّه كيف يعيش مع غيره وهو تعالى يقول : (وَأَنِيبُوا إِلى رَبِّكُمْ وَأَسْلِمُوا لَهُ)(١).
وكان يقول : من قال «بالله» أفناه عنه ، ومن قال «منه» (٢) أبقاه له.
أنبأنا أبو الحسن عبد الغافر بن إسماعيل الفارسي ، أنا أبو بكر بن يحيى المزكّي ، أنا أبو عبد الرحمن السّلمي ، قال : إبراهيم بن أحمد بن المولّد من أهل الرّقّة ، صحب أبا عبد الله بن الجلّاء ، وإبراهيم القصّار الرّقّي ، وروى إبراهيم بن المولّد الحديث.
أنبأنا أبو الفرج غيث بن علي ، أنا محمّد بن أبي نصر الطّالقاني ، أنا أبو عبد الرحمن السّلمي قال : إبراهيم بن أحمد بن المولّد أبو إسحاق من كبار مشايخ الرّقّة وفتيانهم ، صحب أبا عبد الله بن الجلّاء الدّمشقي ، وإبراهيم بن داود القصّار الرّقّي ، وكان من أفتى المشايخ وأحسنهم سيرة وأسند الحديث.
كتب إليّ أبو سعد أحمد بن عبد الجبّار بن الطيوري يخبرني عن أبي عبد الله الصوري.
وأنبأنا أبو طاهر بن سلفة ، أنا أحمد بن علي بن الحسين الطريثيثي ، أنا أبي ، قالا : أنا أبو سعد أحمد بن محمّد الماليني ، أنشدني أبو محمّد الحسن بن علي بن غالب الزهري ـ زاد الصوري : من ولد سعد بن أبي وقاص ـ وقالا بمصر.
قال : أنشدني إبراهيم بن المولّد :
لك منّي على البعاد نصيب |
|
لم ينله على الدّنو حبيب |
وعلى الطرف من سواك حجاب |
|
وعلى القلب من هواك رقيب |
زين في ناظري هواك وقلبي |
|
والهوى فيه زائغ ومشوب |
كيف يغني قرب الطبيب عليلا |
|
أنت أسقمته وأنت الطبيب |
أنبأنا أبو محمّد بن الأكفاني ، أنا علي بن الحسين بن أحمد ـ صصري ـ نا
__________________
(١) سورة الزمر ، الآية : ٥٣.
(٢) الحلية : «عنه» والمختصر كالأصل.