إبراهيم ملكوت السّماوات ، فرأى رجلا على فاحشة فدعا عليه فأهلك ، ثم رأى آخر فأراد أن يدعو عليه ، فقال الله تبارك وتعالى : أنزلوا عبدي لا يهلك عبادي».
أخبرنا أبو القاسم علي بن إبراهيم ، أنا أبو الحسن رشأ بن نظيف ، أنا الحسن بن إسماعيل ، أنا أحمد بن مروان المالكي ، نا أبو إسماعيل ، نا محمّد بن الصّلت ، نا أبو كدينة (١) يحيى بن المهلّب ، عن ليث ، عن شهر بن حوشب ، عن سلمان قال : لما رأى إبراهيم ملكوت السّماوات والأرض ، أبصر عبدا على سوء فدعا عليه ، ثمّ أبصر آخر فدعا عليه ، ثم أبصر آخر فدعا عليه ، فقال الله تعالى : يا إبراهيم لا تدع على عبادي ، فإنك عبد مستجاب الدّعوة ، وإني من عبدي على ثلاث خصال : إمّا أن يتوب فأتوب عليه ، وإمّا أن أخرج منه ذرية طيبة فتعبدني ، وإمّا أن يتولى فإن جهنم من ورائه.
أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي ، أنا أبو الحسين بن النّقّور ، أنا أبو طاهر المخلّص (٢) ، نا أبو القاسم البغوي ، نا محمّد بن زياد بن فروة البلدي ، نا أبو أسامة ـ يعني حماد بن أسامة بن زيد (٣) ـ عن قمامة (٤) بن زهير : أن إبراهيم خليل الرّحمن حدث نفسه أنه ارحم الخلق ، فرفع حتى أشرف على أهل الأرض ، فلما رآهم وما يصنعون قال : دمّر عليهم ، فقال له ربّه : أنا أرحم الرّاحمين ، لعلّهم يتوبون أو يرجعون (٥).
أخبرنا أبو القاسم الشّحّامي ، أنا أبو بكر البيهقي ، أنا أبو طاهر الفقيه ، أنا أبو بكر القطان ، نا أحمد بن يوسف ، نا محمّد بن يوسف ، قال : ذكر سفيان ، عن طلحة بن عمرو ، عن عطاء قال : لما رفع إبراهيم في ملكوت السّماوات رأى رجلا يزني فدعا عليه فهلك ، ثم رفع فرأى رجلا يزني فدعا عليه فهلك ، ثم رفع فرأى رجلا يزني فدعا عليه فهلك ، ثم رفع فرأى رجلا يزني فدعا عليه ، فقيل : على رسلك يا إبراهيم إنك عبد يستجاب لك وإني من عبدي على ثلاث : إمّا أن يتوب فأتوب عليه ، وإمّا أن أخرج منه ذرية طيبة تعبدني ، وإمّا أن يتمادى فيما هو فيه فإن جهنم من ورائه.
__________________
(١) ضبطت نصا بالتصغير في تقريب التهذيب.
(٢) بالأصل «المخلصي» وقد تقدم مرارا.
(٣) بالأصل «عوف» والصواب ما أثبت ، انظر ترجمته في سير أعلام النبلاء ٩ / ٢٧٧.
(٤) في مختصر ابن منظور : قسامة بن زهر.
(٥) في المختصر : ويرجعون.