هريرة يحدث كعبا عن النبي صلىاللهعليهوسلم وجعل كعب (١) يحدّث أبا (٢) هريرة عن الكتب ، فقال أبو هريرة قال النبي صلىاللهعليهوسلم : «إنّ لكل نبي دعوة مستجابة ، وإنّي خبّأت دعوتي شفاعته لأمتي يوم القيامة» [١٤٧٩].
فقال له كعب : أنت سمعت هذا من رسول الله صلىاللهعليهوسلم؟ قال : نعم ، قال كعب : فداك أبي وأمّي ، وفداه أبي وأمي ، أفلا أخبرك عن إبراهيم أنه لمّا أري ذبح ابنه إسحاق صلّى الله عليهما وسلّم قال الشيطان : إن لم أفتن هؤلاء عند هذه لم أفتنهم أبدا ، فخرج إبراهيم بابنه يذبحه ، فذهب الشيطان فدخل على سارة فقال : أين يذهب إبراهيم بابنه ، قالت : غدا به لبعض حاجاته قال : فإنه لم يغد به لحاجته ، إنما يغد به ليذبحه ، قالت : ولم يذبحه؟ قال : يزعم أن ربّه عزوجل أمره بذلك ، قالت : فقد أحسن أن يطيع ربّه ، فخرج الشيطان في أثرهما فقال للغلام : أين يذهب بك أبوك؟ قال : لبعض حاجاته ، قال : فإنه لا يذهب لحاجته ولكنه يذهب بك ليذبحك ، قال : فلم يذبحني؟ قال : يزعم أن ربه عزوجل أمره بذلك ، [قال : فو الله إن كان الله أمره بذلك](٣) ليفعلن ، قال : فيئس منه ، وتركه ولحق إبراهيم عليهالسلام فقال : أين غدوت؟ قال : لحاجة ، قال : فإنك لم تغد به لحاجة إنّما غدوت به لتذبحه قال : ولم أذبحه؟ قال : تزعم أن ربّك أمرك بذلك ، قال : فو الله لئن كان الله أمرني بذلك لأفعلن ، وتركه ويئس أن يطاع (فَلَمَّا أَسْلَما وَتَلَّهُ لِلْجَبِينِ وَنادَيْناهُ أَنْ يا إِبْراهِيمُ قَدْ صَدَّقْتَ الرُّؤْيا. إِنَّا كَذلِكَ نَجْزِي الْمُحْسِنِينَ)(٤) قال وأومأ إلى إسحاق : أن أدع فإن لك دعوة مستجابة قال : فقال إسحاق : اللهمّ إني أدعوك [أن تستجيب لي ، أيّما عبد من](٥) الأولين والآخرين لقيك لا يشرك بك أحدا أن تدخله الجنّة.
أخبرنا أبو الوفاء عبد الواحد بن حمد الأصفهاني ، أنا أبو طاهر أحمد بن محمود الثقفي ، أنا أبو بكر محمّد بن إبراهيم بن المقرئ ، أنا أبو العباس محمّد بن الحسن بن قتيبة العسقلاني ، نا حرملة بن يحيى التجيبي ، أنا عبد الله بن وهب ، نا يونس بن يزيد ،
__________________
(١) بالأصل : «كعبا» خطأ.
(٢) بالأصل «أبو» خطأ.
(٣) ما بين معكوفتين سقط من الأصل واستدرك عن هامشه.
(٤) سورة الصافات ، الآيات : ١٠٣ ـ ١٠٥.
(٥) ما بين معكوفتين مطموس بالأصل والمثبت عن المختصر لابن منظور ٣ / ٣٥٩.