كتب إليّ أبو بكر عبد الغفار بن محمّد الشيروي ، ثم حدّثني أبو المحاسن عبد الرّزّاق (١) بن محمّد الطّبسي عنه ، أنا القاضي أبو بكر أحمد بن الحسن الحيري ، نا أبو العباس الأصم ، نا محمّد بن عبيد الله المنادي ، نا يونس بن محمّد ، نا شيبان ، عن قتادة في قوله عزوجل : (إِنِّي جاعِلُكَ لِلنَّاسِ إِماماً) وقوله : (وَإِذِ ابْتَلى إِبْراهِيمَ رَبُّهُ بِكَلِماتٍ فَأَتَمَّهُنَ) قال : فعمل بهن. قال : وذكر لنا أن ابن عباس كان يقول : المناسك ، وكان الحسن يقول : ابتلاه بأمر (٢) فصبر عليه ، ابتلاه بالكوكب والشمس والقمر فأحسن في ذلك ، وعرف أن ربّه دائم لا يزول ، فوجّه وجهه للذي فطر السّماوات والأرض حنيفا ، وما كان من المشركين ، ابتلاه بالهجرة فخرج عن قومه وبلاده حتى لحق بالشام مهاجرا إلى الله ، ثم ابتلاه بالنار قبل الهجرة فصبر على ذلك ، وابتلاه الله بذبح ابنه ، والختان ، فصبر على ذلك كله.
قال : ونا شيبان ، عن قتادة في قوله عزوجل : (إِنِّي جاعِلُكَ لِلنَّاسِ إِماماً) قال : ومن ذريتي (قالَ : لا يَنالُ عَهْدِي الظَّالِمِينَ) قال : هذا عبد الله يوم القيامة ، لا ينال عهده ظالما ، فأمّا في الدنيا فقد نالوا عهده فوارثوا به المسلمين وعازوهم (٣) وناكحوهم ، فلما كان يوم القيامة قضى الله عهده وكرامته على أوليائه.
أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي ، وأبو المعالي عبد الخالق بن عبد الصّمد بن محمّد بن علي بن محمّد بن البدن (٤) ، قالا : أنا أبو محمّد الصّريفيني ، أنا أبو القاسم بن حبابة ، نا أبو القاسم البغوي ، نا الوليد بن شجاع ، نا محمّد بن شعيب ، عن سعيد ، عن قتادة : (إِنِّي جاعِلُكَ لِلنَّاسِ إِماماً) قال : نقتدي بهداك وسنّتك.
أخبرنا أبو عبد الله (٥) الخلّال ، أنا إبراهيم بن منصور الخبّاز ، أنا أبو بكر بن المقرئ ، أنا أبو يعلى ، نا سعيد بن عبد الجبار ، نا المغيرة ـ يعني بن عبد الرّحمن الحزامي ـ نا أبو الزّناد ، عن الأعرج ، عن أبي هريرة قال : قال رسول الله صلىاللهعليهوسلم : «اختتن
__________________
(١) مطموسة بالأصل ، والمثبت عن الأنساب (الطبسي).
(٢) كذا رسمت بالأصل ، وفي المختصر : بما مرّ.
(٣) رسمها غير واضح بالأصل والمثبت عن المختصر.
(٤) ترجمته في سير أعلام النبلاء ٢٠ / ٦٠ (٣٦).
(٥) بالأصل «أبو عبد» وما أثبت هو الصواب ، انظر ترجمته في سير أعلام النبلاء ١٩ / ٦٢٠.