إبراهيم عليهالسلام لا تحرقه النار قالوا : ما هو إلّا عرق الثرى وما (١) يذوقه إلّا من لا تضره النار (٢) ولا تحرقه ، فسمي عرق الثرى.
وأخبرنا أبو القاسم الشّحّامي ، أنا أبو بكر البيهقي ، أنا أبو عبد الرّحمن السّلمي ، قال : سمعت محمّد بن جعفر بن مطر يقول : سمعت أبا بكر محمّد بن عبد العزيز البردعي يقول : سمعت أبا يعقوب النهرجوري (٣) يقول : التوكل على كمال الحقيقة لابراهيم عليهالسلام في تلك الحال التي قال لجبريل عليهالسلام ، أمّا إليك فلا. لأنه غابت نفسه بالله ، فلم ير مع الله غير الله. فكان ذهابه بالله من الله إلى الله بلا واسطة ، وهو من عليات (٤) التوحيد وإظهار القدرة لنبيه صلىاللهعليهوسلم أو لخليله إبراهيم عليهالسلام.
أخبرنا أبو بكر الأنصاري ، أنا أبو محمّد الجوهري ، أنا أبو عمر بن حيّويه ، أنا أحمد بن معروف ، نا أبو محمد حارث بن أبي أسامة ، أنا محمّد بن سعد (٥) ، أنا هشام بن محمّد ، عن أبيه ، عن أبي صالح ، عن ابن عباس قال : لما هرب إبراهيم من النار وخرج من كوثى (٦) ولسانه يومئذ سرياني ، فلما عبر الفرات من حرّان غيّر الله لسانه ، فقيل عبراني حيث عبر الفرات ، وبعث نمروذ في أثره وقال : لا تدعوا أحدا يتكلم بالسريانية إلّا جئتموني به ، فلقوا إبراهيم فتكلم بالعبرانية فتركوه ولم يعرفوا لغته.
أخبرنا أبو غالب بن البنا ، وأبو الأعز قراتكين (٧) بن الأسعد قالا : أنا أبو محمّد الجوهري ، أنا أبو الحسن بن لؤلؤة ، أنا محمّد بن إسماعيل البندار ، نا خالد بن يوسف السّمتي ، حدّثني أبي يوسف بن خالد ، نا موسى بن عقبة ، عن أبي حازم ، عن أبي هريرة أنّ رسول الله صلىاللهعليهوسلم قال :
__________________
(١) ما بين الرقمين غير واضح بالأصل ، والمثبت يوافق عبارة تهذيب ابن عساكر.
(٢) ما بين الرقمين غير واضح بالأصل ، والمثبت يوافق عبارة تهذيب ابن عساكر.
(٣) عن المختصر ، وبالأصل «البهرجوزي» وهذه النسبة إلى نهرجور بضم الجيم وسكون الواو بين الأهواز وميسان فيما أحسب قاله ياقوت.
(٤) رسمها غير واضح بالأصل والمثبت عن المختصر.
(٥) طبقات ابن سعد ١ / ٤٦.
(٦) في ابن سعد : لما هرب إبراهيم من كوثى وخرج من النار.
(٧) بالأصل : «أبو الأغر فراتكين» وهو تحريف في اللفظتين ، والصواب ما أثبت فيهما انظر سير أعلام النبلاء ١٩ / ٥٥٨ وتذكرة الحفاظ ٤ / ١٢٧٥.