الثلاثة منظرا ، وأحسنهم قدرا ، له رفقاء يحفون به. إن قال أنصتوا لقوله ، وإن أمر تبادروا إلى أمره ، محفود محشود ، لا عابس ولا معتد.
قال أبو معبد : هو والله صاحب قريش الذي ذكر لنا من أمره ما ذكر ولقد هممت أن أصحبه ولأفعلن إن وجدت إلى ذلك سبيلا ، فأصبح صوت بمكة عاليا ، يسمعون الصوت ولا يدرون من صاحبه وهو يقول :
جزى الله ربّ الناس خير جزائه |
|
رفيقين قالا خيمتي أمّ معبد |
هما نزلاها بالهدى واهتدت به |
|
فقد فاز من أمسى (١) رفيق محمد |
فيا لقصيّ ما زوى الله عنكم |
|
به من فعال لا يجازى (٢) وسؤدد |
ليهن بني كعب مقام فتاتهم |
|
ومقعدها للمؤمنين بمرصد |
سلو أختكم عن شاتها وإنائها |
|
فإنكم إن تسألوا الشاة تشهد |
دعاها بشاة حائل فتحلّبت |
|
له (٣) بصريح ، ضرّة الشاة مزبد |
فغادرها رهنا لديها (٤) بحالب (٥) |
|
يردّدها في مصدر ثم مورد |
ليهن أبا بكر سعادة جدّه |
|
بصحبته ، من يسعد الله يسعد |
قال مكرم إملاء علينا :
إن أم معبد اسمها (٦) عاتكة بنت خالد بن خليف أخو خويلد (٧).
وحدثنا بذلك سليمان بن الحكم العلاف بقديد (٨) قال : حدثني أخي أيوب بن الحكم ، عن حزام بن هشام عن أبيه هشام بن حبيش بن خالد بمثله.
__________________
(١) عن خع ، وفي الأصل : أضحى.
(٢) الأصل وخع : «يجارى» والمثبت عن رواية سابقة.
(٣) في خع :
له فصريح صرة الشاة مزيد.
(٤) في الأصل وفي خع : «يديها» والمثبت عن رواية سابقة.
(٥) في الأصل «حالب» وفي خع : «تحلب» والمثبت عن رواية سابقة.
(٦) بالأصل وخع : «ابنة» والصواب ما أثبت.
(٧) انظر في نسبها أسد الغابة ٦ / ١٨٢ وجمهرة ابن حزم ص ٢٣٨.
(٨) سقطت من الأصل وخع واستدركت عن المطبوعة.