باب
ما جاء في الكتب من نعته وصفته
وما بشّرت به الأنبياء أممها من نعته عليه الصلاة والسلام
أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي وأبو محمد عبد الكريم السّلمي ، قالا (١) : أنبأنا عبد الكريم بن الحسن بن عبد الله القطّان (٢) ، أنبأنا عبد الوهاب الكلابي ، أنبأنا محمد بن خريم (٣) ، نا هشام بن عمّار ، أنبأنا ابن الوليد بن مسلم ، أنبأنا محمد بن حمزة بن عبد الله بن سلام عن جده عبد الله بن سلام أنه سمع بمخرج النبي صلىاللهعليهوسلم فلقيه فقال له النبي صلىاللهعليهوسلم :
«أنت ابن سلام عالم أهل يثرب؟» قال : نعم ، قال : «بالله الذي أنزل التوراة على موسى بطور سيناء ، هل تجد صفتي في كتاب الله تعالى الذي أنزل على موسى؟» قال عبد الله بن سلام : انسب ربك يا محمد فارتج النبي صلىاللهعليهوسلم فقال له جبريل : (قُلْ هُوَ اللهُ أَحَدٌ ، اللهُ الصَّمَدُ ، لَمْ يَلِدْ وَلَمْ يُولَدْ ، وَلَمْ يَكُنْ لَهُ كُفُواً أَحَدٌ)(٤) فقال ابن سلام : أشهد لك أنك رسول الله ، وأن الله مظهرك ومظهر دينك على الأديان ، وإني لأجد صفتك في كتاب الله تعالى (يا أَيُّهَا النَّبِيُّ إِنَّا أَرْسَلْناكَ شاهِداً وَمُبَشِّراً وَنَذِيراً)(٥) أنت عبدي ورسولي ، سميتك المتوكل ، ليس بفظّ ولا غليظ ولا سخّاب في الأسواق ، ولا تجزي بالسيئة مثلها ، ولكن تعفو وتصفح ، ولن يقبضه الله تعالى حتى تستقيم به الملة المعوجة حتى يقولوا : لا إله إلّا الله ، ويفتحوا أعينا عميا ، وآذانا صمّا ، وقلوبا غلفا [٧٤٧]. (٦)
__________________
(١) بالأصل وخع : قال.
(٢) كذا ورد اسمه بالأصل وخع ، وفي سير أعلام النبلاء ١٠ / ١٨٥ عبد الدائم بن الحسن الهلالي يروي عن عبد الوهاب الكلابي ، وفي المطبوعة : عبد الدائم بن الحسن بن عبيد الله بن عبد الله القطان.
(٣) عن خع ، والضبط عن تبصير المنتبه ، وبالأصل «حريم».
(٤) سورة الإخلاص.
(٥) سورة الأحزاب ، الآية : ٤٥.
(٦) دلائل البيهقي ١ / ٣٧٤ ـ ٣٧٥ وبحاشيته ثبت بمصادر تخريجه.