سعد (١) ، أنبأنا قدامة بن محمد المدني ، حدثتني أم فاطمة بنت مضرح.
وأخبرنا عاليا أبو سهل بن سعدويه ، أنبأنا أبو الفضل عبد الرحمن بن أحمد الرازي (٢) ، أنبأنا أبو القاسم جعفر بن عبد الله بن [يعقوب ، حدثنا محمّد بن هارون الروياني حدثنا سعد بن عبد الله بن](٣) عبد الحكم ، أنبأنا قدامة قال : وحدثتنى فاطمة عن جدّها خشرم بن يسار (٤) : أن رجلا من بني عامر أتى أبا أمامة (٥) الباهلي فقال : يا أبا أمامة إنك رجل عربي ، إذا وصفت شيئا شفيت منه ، فصف لي رسول الله صلىاللهعليهوسلم حتى كأني أراه ، فقال أبو أمامة : كان رسول الله صلىاللهعليهوسلم أبيض تعلوه حمرة ، أدعج العينين ، أهدب الأشفار ، ضخم المناكب ، أشعر الذراعين والصّدر ، شثن الأطراف ، ذا مسربة ، في الرجال أطول منه ، وفي الرجال أقصر منه ، عليه سحوليتان ، إزاره تحت ركبتيه بثلاث أصابع أو أربع أصابع ، إذا تعطف بردائه لم يحط به ، فهو متأبطه تحت إبطيه ، إذا مشى تكفّأ يمشي في صعود ، وإذا التفت التفت جميعا ، بين كتفيه خاتم النبوة.
قال العامري قد وصفت صفة لو كان في جميع الناس لعرفته (٦).
فانطلق الرجل يستقرئ المواكب حتى طلع رسول الله صلىاللهعليهوسلم ، فعرفه وهو نائم ، وفي يد بلال حريرة معقود فيها ثوب يستره من الشمس ، فلما رآه الرجل دخل في موكبه ، فسأل رجلا من أصحابه فقال : يا عبد الله ، من هذا الرجل؟ فابتهره ونهره فقال : هل تعرفه؟ فقال : لا والله إنما أنا رجل بدوي ما قدمت هذه البلاد قط. فقال : هذا رسول الله صلىاللهعليهوسلم ، فعجل (٧) الرجل ، فأقبل يعدو حتى أخذ بزمام ناقة رسول الله صلىاللهعليهوسلم.
ففزع رسول الله صلىاللهعليهوسلم وضربه بسوطه فقال : يا رسول الله والذي بعثك بالحق ما جئت لأبغيك بشؤم ، فقرع رسول الله صلىاللهعليهوسلم راحلته فبركت ، ثم نزل عنها ـ قال قدامة حدثني من
__________________
(١) طبقات ابن سعد ١ / ٤١٥.
(٢) بالأصل : «أنبأنا جعفر بن الفضل عبد الرحمن وأحمد الرازي» وسقط الاسم من خع ، والصواب عن المطبوعة السيرة ١ / ٢٥٨.
(٣) الزيادة عن المطبوعة السيرة ١ / ٢٥٩.
(٤) في ابن سعد ١ / ٤١٥ «بشّار».
(٥) بالأصل وخع : «بن أبي أمامة» تحريف والمثبت عن ابن سعد.
(٦) إلى هنا انتهت عبارة ابن سعد.
(٧) بالأصل : «فعجل فقال الرجل» والمثبت عن خع.