قال ابن حوالة : فقلت : يا رسول الله ، ومن يستطيع الشام وبها الروم ذات القرون؟ فقال رسول الله صلىاللهعليهوسلم : «سيخلفنكم الله فيها حتى تظل العصابة فيهم البيض قمصهم [المحلّقة](١) أقفاؤهم قياما على الرجل الأسود منكم ـ وقال الواسطي : المحلوق ـ وما أمرهم فعلوا. وأن بها اليوم رجالا لأنتم اليوم أحقر في أعينهم من القردان في أعجاز الإبل».
قال ابن حوالة : فقلت : فاختر لي يا رسول الله إذا أدركني ذلك قال : «اخترت لك الشام ، فإنها صفوة الله تعالى من بلاده يسكنها صفوته من عباده ، يا أهل الإسلام ، فعليكم بالشام فإن صفوة الله تعالى من الأرض الشام. فمن أبى فليلحق بيمنه وليستق (٢) من غدره فإن الله تعالى قد تكفّل لي بالشام وأهله» [٤٦].
قال فسمعت عبد الرحمن بن جبير بن نفير يقول : فعرف أصحاب النبي صلىاللهعليهوسلم نعت هذا الحديث في جزء بن سهيل (٣) وكان قد ولي الأعاجم وكان أويدما قصيرا ، فكانوا يمرّون ، وتلك الأعاجم حوله قيام ، لا يأمرهم بشيء إلّا فعلوه فيتعجبون من هذا الحديث.
رواه عبد الله بن يوسف عن يحيى بن حمزة فخالفه في بعض ألفاظه.
أخبرنا أبو القاسم زاهر بن طاهر بن محمد الشحامي (٤) ـ بنيسابور ـ قالا : أنبأنا أبو بكر أحمد بن الحسين بن علي البيهقي الحافظ.
وأخبرناه أبو القاسم بن السمرقندي أنبأنا أبو بكر بن اللالكائي قالا : أنبأنا أبو الحسين محمد بن الحسين بن الفضل القطان ، أنبأنا عبد الله بن جعفر ، أنبأنا يعقوب ، نا عبد الله بن يوسف ، نا يحيى بن حمزة ، حدثني أبو علقمة [نصر](٥) بن علقمة فرد الحديث إلى جبير بن نفير قال : قال عبد الله بن حوالة (٦) : كنا عند رسول الله صلىاللهعليهوسلم
__________________
(١) زيادة عن خع.
(٢) بالأصل : «فمن أتى ... ولينشق».
(٣) عن مختصر ابن منظور ١ / ٥١ وبالأصل «سهل» وفي المطبوعة : جبر بدل جزء.
(٤) بالأصل «السجابي» وفي خع : «النجامي» والمثبت : «الشحامي» عن المطبوعة.
(٥) سقطت من الأصل واستدركت عن خع.
(٦) بالأصل وخع : «حوار» تحريف.