إن كنت لاعنا ففلانا وأشياعه فإن منهم الأبدال ومنكم العصب.
قرأت على أبي القاسم نصر بن أحمد بن مقاتل السّوسي ، عن أبي الفرج سهل بن بشر الإسفرايني ، أنا أبو الحسن علي بن منير بن أحمد الخلّال ، أنا الحسن بن رشيق ، نا أبو علي الحسين بن حميد الكعبي (١) ، نا زهير بن عبّاد ، نا الوليد بن مسلم ، عن الليث بن سعد ، عن عياش بن عباس القتباني (٢) أن علي بن أبي طالب قال : الأبدال من الشام ، والنجباء من أهل مصر ، والأخيار من أهل العراق.
أنبأنا أبو الغنائم محمد بن علي بن ميمون المعروف بأبيّ ـ في كتابه ـ عن محمد بن علي بن الحسن الحسني ، نا محمد بن عبد الله الجعفي ، نا محمد بن عمّار العطار ، نا علي بن محمد بن خبيّة (٣) ، نا عمرو بن حمّاد بن طلحة ، نا إسحاق يعني ابن إبراهيم الأزدي ، عن فطر ، عن أبي الطّفيل ، عن علي قال : سمعت عليا يقول : إذا قام قائم آل محمد جمع الله له أهل المشرق وأهل المغرب ، فيجتمعون كما يجتمع قزع (٤) الخريف. فأما الرفقاء فمن أهل الكوفة ، وأما الأبدال فمن أهل الشام.
أنبأنا أبو الغنائم محمد بن علي بن ميمون ، أنا محمد بن علي بن الحسن الحسني ، أنا محمد بن الحسين بن غزال ، أنا محمد بن عمّار العطار ، نا جعفر بن علي بن نجيح ، نا حسن بن حسين ، عن علي بن القاسم ، عن صباح بن يحيى المري (٥) ، عن سعيد بن الوليد الهجري ، عن أبيه قال : قال علي وهو بالكوفة : ما أشد بلايا الكوفة ، لا تسبوا أهل الكوفة فو الله إنّ فيهم لمصابيح الهدى ، وأوتاد ذكر ، ومتاع إلى حين والله ليدقنّ الله بهم جناح كفر لا ينجبر أبدا. إن مكة حرم إبراهيم ، والمدينة حرم رسول الله صلىاللهعليهوسلم ، والكوفة حرمي. ما من مؤمن إلّا وهو من أهل الكوفة ، أو هواه لينزع إليها. ألا إن الأوتاد من أبناء الكوفة ، وفي مصر من الأمصار ، وفي أهل الشام أبدال.
__________________
(١) في خع : «العكبي» وفي المطبوعة : «العكي».
(٢) بالأصل وخع والمطبوعة : «الفتياني» تحريف ، وما أثبت عن تقريب التهذيب. قال ابن يونس مات سنة ثلاث وثلاثين (ومائة).
(٣) في التبصير ١ / ٤٠٦ خبيئة.
(٤) القزع بالتحريك ، قطع من السحاب المتفرقة (اللسان : قزع).
(٥) في المطبوعة : المزني.