بِرَسُولِكَ وَالوِلايَةِ لِعَلِيِّ بْنِ أَبِي طالِبٍ وَالأَئِمَّةِ مِنْ وُلْدِهِ عليهمالسلام (١) وَالبَرائةِ مِنْ عَدُوِّهِمْ فَإِنِّي قَدْ رَضِيْتُ يا رَبِّي بِذلِكَ وَصَلّى الله عَلى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ. ثم ادع لنفسك ولابويك وللمؤمنين والمسلمين واختر من الدعاء ما شئت (٢).
أقول : في رواية عن السجّاد صَلَواتُ الله وسَلامُهُ عَلَيهِ قال : رحم الله العباس ، فلقد آثر وفدى أخاه بنفسه حتى قطعت يداه فأبدله الله عزَّ وجلَّ بهما جناحين يطير بهما مع الملائكة في الجنة كما جعل لجعفر بن أبي طالب عليهالسلام وإن للعباس عليهالسلام عند الله تبارك وتعالى منزلة يغبطه بها جميع الشهداء يوم القيامة (٣).
وروي أن العباس عليهالسلام استشهد وله من العمر أربع وثلاثون سنة ، وأن أُمّه أم البنين كانت تخرج لرثاء العباس عليهالسلام وإخوته إلى البقيع فتبكي وتندب فتبكي كل من يمرّ بها ولايستغرب البكاء من الموالي فقد كانت أم البنين تبكي مروان بن الحكم إذا مر بها وشاهد شجوها وهو أكبر المعادين لآل بيت الرسول صلىاللهعليهوآله (٤). ومن قول أُمّ البنين في رثاء أبي الفضل العباس وسائر أبنائها :
يا مَنْ رَأى العَبّاسَ كَرَّ عَلى جَماهِيرِ النَّقَد |
|
وَوَراهُ مِنْ أَبْناءِ حَيْدَرَ كُلُّ لَيْثٍ ذِي لَبَدِ |
أنْبِئْتُ أَنَّ ابْنِي أُصِيبَ بِرَأسِهِ مَقْطُوعَ يَدِ |
|
وَيْلِي عَلى شِبْلِي أَمالَ بِرَأسِهِ ضَرْبُ العَمَدِ |
لَوْ كانَ سَيْفُكَ فِي يَدَيْكَ لَما دَنا مِنْكَ أَحَدٌ (٥)
ولها أيضاً :
لا تَدْعُونِّي وَيْكِ أُمَّ البَنِينِ |
|
تُذَكِّرِينِي بِلُيُوثِ العَرِينِ |
كانَتْ بَنُونَ لِي أُدْعى بِهِمْ |
|
وَاليَوْمَ أَصْبَحْتُ وَلا مِنْ بَنِينِ |
أَرْبَعَةٌ مِثْلُ نُسُورِ الرُّبى |
|
قَدْ واصَلُوا المَوْتَ بِقَطْعِ الوَتِينِ |
تَنازَعَ الخِرْصانُ أَشْلاَهُم |
|
فَكُلُّهُمْ أمْسى صَرِيعاً طَعِين |
يا لَيْتَ شِعْرِي أَكَما أَخْبَرُوا |
|
بِأَنَّ عَبّاساً قَطِيعُ الَّيمِينِ |
_________________
١ ـ عليهم السلام : خ.
٢ ـ كامل الزيارات : ٤٤٢ ، ح ١ من باب ٨٦ ، تهذيب الاحكام ٦ / ٧٠ باب ٢١.
٣ ـ الخصال : ٦٨ ، رقم ١٠١ ، أمالي الصدوق : ٥٤٨ ، مجلس ٧٠ باب ٢١.
٤ ـ مقاتل الطالبيين : ٩٠.
٥ ـ هامش شرح الاخبار قاضي نعمان ٣ / ١٨٦ عن الاخفش في شرح الكامل.