المفيد رحمهالله إن في اليوم العاشر من شهر ربيع الثاني سنة مائتين واثنتين وثلاثين ولد الإمام الحسن العسكري عليهالسلام وهو يوم شريف جداً ويستحب فيه الصيام شكراً لله على هذه النعمة العظمى (١). والمناسب في الثالث عشر ، والرابع عشر ، والخامس عشر ، من جمادى الأولى زيارة فاطمة الزهراء صلوات الله عليها وإقامة مأتمها فقد روي بسند صحيح أنها عاشت بعد أبيها خمسة وسبعين يوماً وقد كانت وفاة النبي صلىاللهعليهوآله في الثامن والعشرين من صفر على المشهور فيلزم أن تكون وفاتها عليهاالسلام في أحد هذه الأيام الثلاثة (٢).
وفي يوم النصف منه سنة ست وثلاثين فتح أمير المؤمنين عليهالسلام البصرة وفيه كانت ولادة الإمام زين العابدين عليهالسلام وزيارة هذين الإمامين عليهماالسلام في هذا اليوم مناسبة (٣).
وأما اعمال شهر جمادي الآخِرة فهي : أن يصلي كما روى السيد بن طاووس : أربع ركعات أي بسلامين في أي وقت شاء من الشهر يقرأ الحمد في الأولى مرّة وآية الكرسي مرّة و (إنا أنزلناه) خمساً وعشرين مرة وفي الثانية الحمد مرة و (ألهاكم التكاثر) مرة و (قل هو الله أحد) خمساً وعشرين مرة ، وفي الثالثة الحمد مرة و (قل يا أيّها الكافرون) مرة و (قل أعوذ برب الفلق) خمساً وعشرين مرة وفي الرابعة الحمد مرة و (إذا جاء نصر الله والفتح) مرة و (قل أَعوذ برب الناس) خمساً وعشرين مرة ، ويقول بعد السلام من الرابعة سبعين مرة : سُبحانَ الله وَالحَمْدُ لله وَلا إِلهَ إِلاّ الله وَالله أَكْبَرُ ، وسبعين مرة : اللَّهُمَّ صَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ ، ثم يقول ثلاثاً : اللَّهُمَّ اغْفِرْ لِلْمُؤْمِنِينَ وَالمُؤْمِناتِ. ثم يسجد ويقول في سجوده ثلاث مرات : يا حَيُّ يا قَيُّومُ يا ذا الجَلالِ وَالاِكْرامِ يا رَحْمنُ يا رَحِيمُ يا أرْحَمَ الرَّاحِمِينَ ، ثم يسأل الله حاجته يصان من فعل ذلك في نفسه وماله وأهله وولده ودينه ودنياه إلى مثلها في السنة القادمة ، وإن مات في تلك السنة مات على الشهادة أي كان له ثواب الشهداء (٤).
اليوم الثالث من الشهر سنة إحدى عشرة توفيت فاطمة صلوات الله عليها فينبغي أن يقيم الشيعة عزاءها ويزوروها ويلعنوا ظالميها وغاصبي حقها وان السيد ابن طاووس في (الاقبال) قد ذكر وفاتها في هذا اليوم ثم ذكر لها هذه الزيارة : السَّلامُ عَليكِ يا سَيِّدَةَ نِساءِ العالَمِينَ السَّلامُ عَلَيْكِ يا والِدَةَ الحُجَجِ عَلى النّاسِ أَجْمَعِينَ السَّلامُ عَلَيْكِ أَيَّتُها المَظْلومَةُ
_________________
١ ـ حدائق الرياض للمفيد كما عنه السيّد في الاقبال ٣ / ١٤٩ فصل ٢ من باب ٥.
٢ ـ زاد المعاد : ٤٥٥.
٣ ـ زاد المعاد : ٤٥٥ عن المفيد والطوسي.
٤ ـ زاد المعاد : ٤٥٦ ، الاقبال ٣ / ١٦٠ فصل ٢ من باب ٧.