ما لكم تستخفون بنا؟ فقام من بينهم رجلٌ من أهل خراسان وقال : نعوذ بالله أن نستخفّ بكم أو بشي من أمركم. فقال : نعم أنت ممّن استخفّ بي وأهانني. قال الرجل : أعوذ بالله أن أكون كذلك. قال عليهالسلام : ويلك ألم تسمع فلاناً يناديك عندما كنّا بقرب جحفة ، ويقول أركبني ميلاً فوالله لقد تعبت؟ إنك والله لم ترفع إليه رأسك واستخففت به ، ومن أذلّ مؤمنا فقد أذَلّنا وأضاع حرمة الله عزّ وجلّ (١).
أقول : راجع الأدب التاسع من آداب الزيارة العامّة فقد أوردنا هناك كلاماً يناسب المقام. ورواية عن علي بن يقطين وهذا الأدب الذي ذكرناه هنا لا يخص زيارة الحسين عليهالسلام وإنما أوردناه هنا في الآداب الخاصّة بزيارته عليهالسلام لكثرة مصادفة موارده في هذه الزيارة خاصة.
السادس : عن الثقة الجليل محمد بن مسلم عن الإمام محمد الباقر عليهالسلام قال : قلت له : إذا خرجنا إلى أبيك أفلسنا في حجّ؟ قال : بلى. قلت : فيلزمنا ما يلزم الحاج؟ قال : يلزمك حسن الصحبة لمن يصحبك ويلزمك قلّة الكلام إِلاّ بخير ، ويلزمك كثرة ذكر الله ويلزمك نظافة الثياب ، ويلزمك الغسل قبل أن تأتي الحير ، ويلزمك الخشوع وكثرة الصلاة والصلاة على محمد وآل محمد ويلزمك التوقير لاخذ ما ليس لك (٢) ، ويلزمك أن تغضّ بصرك (من المحرّمات والمشتبهات) ويلزمك أن تعود على أهل الحاجة من إخوانك إذا رأيت منقطعاً ، والمواساة (أن تناصفه نفقتك) ويلزمك التقيّة التي قوام دينك بها ، والورع عمّا نهيت عنه وترك الخصومة وكثرة الايمان والجدال الّذي فيه الإيمان فإذا فعلت ذلك تمّ حجُّك وعمرتك واستوجبت من الذي طلبت ما عنده بنفقتك واغترابك عن أهلك ورغبتك فيما رغبت أن تنصرف بالمغفرة والرحمة والرضوان (٣).
السابع : في حديث أبي حمزة الثمالي عن الصادق صلوات الله عليه في زيارة الحسين عليهالسلام أنه قال : إذا بلغت نينوى فحطّ رحلك هناك ولا تدّهن ولا تكتحل ولا تأكل اللحم ما أقمت فيه (٤).
الثامن : أن يغتسل بماء الفرات. فالروايات في فضله كثيرة ، وفي رواية عن الصادق صَلَواتُ الله وسَلامُهُ عَلَيهِ قال : من اغتسل بماء الفرات وزار قبر الحسين عليهالسلام كان كيوم ولدته أُمه صفراً من الذنوب ولو اقترفها كبائر (٥).
_________________
١ ـ الكافي ٨ / ١٠٢ ح ٧٣.
٢ ـ أي التحفّظ عمّا لا ينبغي لك.
٣ ـ كامل الزيارات ٢٥٠ ـ ٢٥١ باب ٤٨ ح ١.
٤ ـ البحار ١٠١ / ١٧٥.
٥ ـ كمل الزيارات : ٣٤٢ ح ١ من باب ٧٥.