ثم عرجوا ، وينزل مثلهم أبداً إلى يوم القيامة (١). ثم قال : من زار أمير المؤمنين عليهالسلام عارفاً بحقه (أي وهو يعترف بإمامته ووجوب طاعته وأنّه الخليفة للنبي صلىاللهعليهوآله حقاً) غير متجبر ولامتكبر كتب الله له أجر مائة الف شهيد وغفر الله له ما تقدم من ذنبه وما تأخر وبعث من الآمنين وهوّن عليه الحساب واستقبلته الملائكة. فإذا انصرف إلى منزله فإن مرض عادوه وإن مات تبعوه بالاستغفار إلى قبره (٢).
وروى السيد عبد الكريم بن طاووس (رض) في (فرحة الغري) عنه عليهالسلام قال : من زار أمير المؤمنين صَلَواتُ الله وسَلامُهُ عَلَيهِ ماشياً كتب الله له بكل خطوة حجة وعمرة فإن رجع ماشياً كتب الله له بكل خطوة حجتين وعمرتين (٣). وروي عنه عليهالسلام أيضاً أنه قال لابن مارد : يا أبن مارد من زار جدّي عارفاً بحقّه كتب الله له بكل خطوة حجة مقبولة وعمرة مبرورة ، يا بن مارد والله مايُطعم الله النار قدما تغبرت (٤) في زيارة أمير المؤمنين عليهالسلام ماشياً كان أو راكباً ، يا بن مارد اكتب هذا الحديث بماء الذهب (٥). وروي أيضاً عنه عليهالسلام قال : نحن نقول بظهر الكوفة قبر لايلوذ به ذو عاهة إِلاّ شفاه اللهِ (٦). أقول : يظهر من أحاديث معتبرة أن الله تعالى قد جعل قبور أمير المؤمنين عليهالسلام وأولاده الطاهرين صلوات الله عليهم أجمعين معاقل الخائفين وملاجي المضطرين وأمانا لأهل الأَرض مازارها مغموم إِلاّ وفرّج الله عنه وماتمسّح بها سقيم إِلاّ وشفي وما التجأ إليها أحد إِلاّ أمن.
روى السيد عبد الكريم بن طاووس عن محمد بن علي الشيباني قال : خرجت أنا وأبي وعمي حسين ليلاً متخفّين (٧) إلى الغري لزيارة أمير المؤمنين صَلَواتُ الله وسَلامُهُ عَلَيهِ وكان ذلك سنة مائتين وبضع وستين وكنت طفلاً صغيراً فلمّا وصلنا إلى القبر الشريف وكان يومئذ قبراً حوله حجارة سود ولا بناء عنده ، فبينا نحن عنده بعضنا يقرأ وبعضنا يصلّي وبعضنا يزور إذا نحن بأسد مقبل نحونا فلمّا قرب منّا قدر رمح تباعدنا عن القبر الشريف فجاء الأسد فجعل يمرّغ ذراعيه على القبر ، فمضى رجل منا فشاهده فعاد فأعلمنا فزال الرعب عنّا ، فجئناه جميعاً فشاهدناه يمرّغ ذراعه على القبر وفيه جراح فلم يزل يمرّغه ساعة ، ثم انزاح عن القبر ومضي
_________________
١ ـ أمالي الطوسي : المجلس ٨ ، الحديث ٢٢ ، ترتيب الامالي : ٦ / ٣٨ ، ح ٢٦٨٠.
٢ ـ أمالي الطوسي : المجلس ٨ ، الحديث ٢٢ ، ترتيب الامالي : ٦ / ٣٨ ، ح ٢٦٨٠.
٣ ـ فرحة الغري : ٧٥ ، باب ٦.
٤ ـ تغبّرت ، أي ملطّخ بالغبار.
٥ ـ فرحة الغري : ٧٦ ، باب ٦.
٦ ـ فرحة الغري : ٩١ ، باب ٦.
٧ ـ تخفّى : استتر وتوارى.