تفسير المفردات
الفزع : انقباض ونفار من الأمر المهول المخيف ، التناوش : التناول السهل لشىء قريب ؛ يقال للرجل إذا تناول رجلا ليأخذ برأسه ولحيته ، ناشه ينوشه نوشا ، وأنشدوا لغيلان بن حريث في وصف الإبل :
فهى تنوش الحوض نوشا من علا |
|
نوشا به تقطع أجواز الفلا |
يريد أنها عالية الأجسام طويلة الأعناق ، يقذفون بالغيب : أي يرجمون بالظنون التي لا علم لهم بها ، والعرب تقول لكل من تكلم بما لا يستيقنه : هو يقذف بالغيب.
بأشياعهم : أي أشباههم ونظرائهم في الكفر جمع شيع ، وشيع جمع شيعة ؛ وشيعة الرجل : أتباعه وأنصاره ، وكل قوم أمرهم واحد يتبع بعضهم رأى بعض فهم شيع ، مريب : أي موقع في الريبة والظّنة ، يقال أراب الرجل : أي صار ذا ريبة فهو مريب.
المعنى الجملي
بعد أن أبطل سبحانه شبههم وردّ عليهم بما لم يبق بعده مستزاد لمستزيد ـ هددهم بشديد العقاب إن هم أصروا على عنادهم واستكبارهم ، ثم ذكر أنهم حين معاينة العذاب يقولون آمنا بالرسول ، وأنّى لهم ذلك وقد فات الأوان؟ وقد كان ذلك فى مكنتهم في دار الدنيا لو أرادوا ، أما الآن فإن ذلك لا يجديهم فتيلا ولا قطميرا من جراء ما كانوا فيه من شك مريب في الحياة الأولى ، وتلك سنة الله في أشباههم من قبل.
الإيضاح
(وَلَوْ تَرى إِذْ فَزِعُوا فَلا فَوْتَ) أي ولو رأيت أيها الرسول هؤلاء المكذبين حين يفزعون مما رأوا من العذاب الشديد ـ لرأيت من الأمر ما يعجز القول عن وصفه ، فهم لا يمكّنون من الهرب ، ولا يفوتهم ذلك العذاب ولا يجدون ملجأ ولا مأوى يبتعدون فيه.