قال الراوي : ودخل زيد يوماً على هشام بن عبدالمطلب ، فقال له هشام : أنت المؤهل نفسك للخلافة؟ وما أنت وذاك؟ وإنّما أنت ابن أمة ، فقال زيد : إنّي لأعلم أحداً أحبّه الله مثل إسماعيل بن إبراهيم وهو ابن أُمة ، وما تنكر من ابن امة وجدّه رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم وأبوه أمير المؤمنين.
ويروي في مروج الذهب أن قال له : إنّ الامّهات لا يقعدون بالرجال عن الغايات وقد كانت اُم اسماعيل أمة لام إسحاق فلم يمنعه ذلك أن بعثه الله نبيّاً وجعل للعرب أباً فأخرج من صلبه خير البشر محمّد صلىاللهعليهوآلهوسلم ، فتقول لي هذا وأنا ابن فاطمة وأبن علي عليهمالسلام وقام وهو يقول :
شرّده الخوف فأزرى به |
|
كذاك من يكره حرّ الجلاد |
منخرق السربال يشكو الوجي |
|
تنكبه أطراف سمر حداد |
قد كان في الموت له راحة |
|
والموت حتم في رقاب العباد |
أن يحدث الله له دولة |
|
يترك آثار العدا كالرماد |
ثم خرج من عنده وهو يقول : لم يكره قوم قط حرّ السيف إلا ذلّوا ، فلما وصل إلى الكوفة اجتمع عليه أهلها فلم يزالوا به حتى بايعه مائة ألف سيف ، فلمّا قام بالحرب ونادى بشعار رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم : يا منصور أمتك ، نقضوا بيعته ، فلمّا رأى ذلك قال : أين الذين بايعوني؟ فعلوها حسينية ثم أنشأ يقول :
أذلّ الحياة وعزّ الممات |
|
وكلّاً أراه طعاماً وببلا |
فإن كان لابدّ من واحد |
|
فسيري إلى الموت سيراً جميلا |
قال : واشتبك الحرب فاُصيب زيد بسهم في جانب جبهته اليسرى ، فنزل إلى دماغه فأقبل إليه ورده يحيى فانكبّ عليه ، وقال له : ابشر فإنّك ترد على رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم وعلي وفاطمة والحسن والحسين عليهمالسلام ، قال : قال : أجل أي بني وما تصنع من بعدي؟ قال : اقاتلهم. فقال زيد : افعل يا بني فإنّك على الحق وهم على الباطل ، ثم إنّ يحيى نزع السهم من جبهة أبيه وخرج الدم كالميزاب ، ثم خرجت