قائمة الکتاب

إعدادات

في هذا القسم، يمكنك تغيير طريقة عرض الكتاب
بسم الله الرحمن الرحيم

ثمرات الأعواد [ ج ١ ]

ثمرات الأعواد [ ج ١ ]

94/283
*

اغتاظ غيظاً شديداً ، وفي ذلك يقول معاتباً لها :

لئن كنت قد تابعتي دين محمّد

وقطعت الأرحام منك حبالها

فكوني على أعلى سحيق بهضبة

ممنعة لا يستطاع قلالها

فإنّي من قوم إذا جد جدّهم

على أي حال أصبح القوم حالها

وإني لأحمي من وراء عشيرتي

إذا كثرت تحت العوالي مجالها

وطارت بأيدي القوم بيض كأنّها

مخاريق ولدان تنوش ظلالها

وإن كلام المرء من غير كُنهِهِ

لنَبل تهوي ليس فيها نصالها (١)

وكانت قد ولدت له أربعة أولاد : أحدهم جعدة بن هبيرة ، وولدت له ثانياً فكنيت به ، وعمرو فكنى به أبوه ، ويوسف (٢) ، أمّا جعدة فإنّه ولد على عهد رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، وليست له صحبة وقال العجلي ، إنه تابعي ، وقيل : بل هو من الصحابة. قال ابن أبي الحديد في «شرح النهج» : أدرك رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، وأسلم يوم الفتح مع اُمه «اُم هاني» (٣).

وشهد جعدة مع أمير المؤمنين عليه‌السلام صفين (٤) ، وأبلى بلاءاً حسناً ، ودعاه يومئذ عتبة فناداه : يا جعدة فاستأذن جعدة من أمير المؤمنين عليه‌السلام في الخروج إليه ، فأذن له. واجتمع الناس لكلامهما ، فقال له عتبة : يا جعدة إنه والله ما اخرجك علينا إلا حبك لخالك وعمك ابن أبي سلمة عامل البحرين ، وإنا والله ما نزعم أنّ معاوية احق بالخلافة من علي [عليه‌السلام] ، ولو لا أمره في عثمان ، ولكن معاوية احق بالشام لرضا أهلها به ، فاعفوا لنا عنها ، فوالله ما بالشام رجل به طرق إلّا هو إجدّ من

__________________

(١) الإستيعاب (بهامش الإصابة).

(٢) انظر شرح نهج البلاغة لابن الحديد : ١٠ / ٧٩.

(٣) انظر شرح نهج البلاغة لابن الحديد : ١٠ / ٧٧.

(٤) وقعة صفين للمنقري : ٤٦٣ ـ ٤٦٥.