في بكاء فاطمة عليهاالسلام على ولدها الحسين عليهالسلام
روى فرات بن إبراهيم في تفسيره عن الصادق عليهالسلام ، أنّه قال : كان الحسين ابن علي عليهالسلام مع امه تحمله فأخذه النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم وقال : لعن الله قاتلك ، ولعن الله سالبك ، وأهلك الله المتوازرين عليك ، وحكم بيني وبين من أعان عليك ، فقالت فاطمة يا أبة أي شيء تقول؟ قال : يا بنتاه ذكرت ما يصيبه بعدي وبعدك من الأذى والظلم والغدر [البغي] (١) وهو يومئذ في عصبة كأنهم نجوم السماء يتهادون الى القتل وكأني أنظر إلى معسكرهم وإلى موضع قتلهم (٢) وتربتهم. قالت : يا أبة وأين هذا الموضع الذي تصف؟ قال : هو موضع يقال له كربلاء وهي [دار] كرب وبلاء علينا وعلى الأُمة ، يخرج عليهم شرار أُمتي وإن أحدهما لو يشفع فيه السماوات والأرض ما شفعوا له ، وليأتيه قوم من محبينا ليس في الأرض أعلم بالله ولا أقوم بحقنا منهم ، اُولئك مصابيح الدجى وهم الشفعاء يوم القيامة ، واردون حوضي غداً ، أعرفهم إذا وردوا عليه بسيماهم فبكت فاطمة عليهاالسلام ، فقال لها رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم : يا بنتاه إنّ أفضل أهل الجنة هم الشهداء الذين بذلوا أنفسهم
_________________
(١) أثبتناه من المصدر.
(٢) في المصدر : رحالهم.