قائمة الکتاب

إعدادات

في هذا القسم، يمكنك تغيير طريقة عرض الكتاب
بسم الله الرحمن الرحيم

نهج البلاغة [ ج ٢ ]

نهج البلاغة

نهج البلاغة [ ج ٢ ]

المؤلف :محمد عبده

الموضوع :الحديث وعلومه

الصفحات :271

تحمیل

نهج البلاغة [ ج ٢ ]

82/271
*

لا يقال له : «متى؟» ولا يضرب له أمد بحتّى ، الظّاهر لا يقال «ممّا» (١) ، والباطن لا يقال «فيما» ، لا شبح فيتقضّى (٢) ولا محجوب فيحوى. لم يقرب من الأشياء بالتصاق ، ولم يبعد عنها بافتراق ، لا يخفى عليه من عباده شخوص لحظة (٣) ولا كرور لفظة ، ولا ازدلاف ربوة (٤) ، ولا انبساط خطوة فى ليل داج (٥) ، ولا غسق ساج ، يتفيّأ عليه القمر المنير (٦) ، وتعقبه الشّمس ذات النّور ، فى الأفول والكرور (٧) وتقلّب الأزمنة والدّهور ، من إقبال ليل مقبل ، وإدبار نهار مدبر ، قبل كلّ غاية ومدّة (٨) وكلّ إحصاء وعدّة ، تعالى عمّا ينحله (٩) المحدّدون من صفات الأقدار ، ونهايات الأقطار ، وتأثّل

__________________

(١) ظاهر بآثار قدرته ولا يقال من أى شىء ظهر

(٢) ليس بجسم فيفنى بالانحلال.

(٣) شخوص لحظة : امتداد بصر

(٤) ازدلاف الربوة : تقربها من النظر وظهورها له ، لأنه يقع عليها قبل المنخفضات

(٥) الداجى : المظلم ، والغسق : الليل ، «وساج» أى : ساكن لا حركة فيه

(٦) أصل التفيؤ للظل ينسخ نور الشمس ، ولما كان الظلام بالليل عاما كالضياء بالنهار عبر عن نسخ نور القمر له بالتفيؤ تشبيها له بنسخ الظل لضياء الشمس ، وهو من لطيف التشبيه ودقيقه

(٧) الأفول : المغيب ، والكرور : الرجوع بالشروق

(٨) قوله «قبل كل غاية» متعلق «بيخفى» على معنى السلب ، أى : لا يخفى عليه شىء من ذلك قبل كل غاية ، أى : يعلمه قبل الخ. ويصح أن يكون خبرا عن ضمير الذات العلية ، أى : هو موجود قبل كل غاية الخ

(٩) نحله القول ـ كمنعه ـ نسبه إليه ، أى : عما ينسبه المحددون لذاته تعالى