أن تكفروا فىّ برسول اللّه ، صلّى اللّه عليه وآله وسلّم ، ألا وإنّى مفضيه إلى الخاصّة ممّن يؤمن ذلك منه (١). والّذى بعثه بالحقّ واصطفاه على الخلق ، ما أنطق إلاّ صادقا ، وقد عهد إلىّ بذلك كلّه ، وبمهلك من يهلك ، ومنجى من ينجو ، ومآل هذا الأمر ، وما أبقى شيئا يمرّ على رأسى إلاّ أفرغه فى أدنىّ وأفضى به إلىّ.
أيّها النّاس ، إنّى واللّه ما أحثّكم على طاعة إلاّ أسبقكم إليها ولا أنهاكم عن معصية إلاّ أتناهى قبلكم عنها.
١٧١ ـ ومن خطبة له عليه السّلام
انتفعوا ببيان اللّه ، واتّعظوا بمواعظ اللّه ، واقبلوا نصيحة اللّه. فإنّ اللّه قد أعذر إليكم بالجليّة (٢) ، وأخذ عليكم الحجّة ، وبيّن لكم محابّه من الأعمال
__________________
(١) مفضية : أصله من «أفضى إليه» إذا خلا به ، أو «إلى الأرض» إذا مسها ، والمراد أنى موصله إلى أهل اليقين ممن لا تخشى عليهم الفتنة
(٢) «أعذر إليكم بالجلية» أى : بالأعذار الجلية ، والعذر هنا مجاز عن سبب العقاب فى المؤاخذة عند مخالفة الأوامر الالهية ، فان اللّه تعالى قد مكنهم من العلم اليقينى ، وأوجب عليهم ذلك فى عقولهم ، وشرحه لهم على لسان نبيه ، وبينه فى كتابه ، فاذا تركوا ما أمروا باتيانه ، أو أتوا ما أمروا بتركه ، ساغ له فى الحكمة تعذيبهم وعقوبتهم ، فكأنه قد أبان لهم عذره أن لو قال قائل منهم : لم تعذبنا؟. ومحابه من الأعمال : هى الطاعات التى أمر الشارع باتيانها ، وحبه لها : رضاه عن فاعلها. ومكارهه منها : المعاصى التى نهى الشارع عن إتيانها ، وكراهيته له : غضبه على فاعلها