بأعلاقها ، فإنّ برقها خالب (١) ونطقها كاذب ، وأموالها محروبة ، وأعلاقها مسلوبة ، ألا وهى المتصدّية العنون (٢) والجامحة الحرون ، والمائنة الخؤون والجحود الكنود ، والعنود الصّدود ، والحيود الميود : حالها انتقال ، ووطأتها زلزال ، وعزّها ذلّ ، وجدّها هزل ، وعلوها سفل ، دار حرب وسلب (٣) ونهب وعطب ، أهلها على ساق وسياق ، ولحاق وفراق (٤)
__________________
(١) خالب : خادع ، والمحروبة : المنهوبة
(٢) المتصدية : المرأة تتعرض للرجال تميلهم إليها ، ومن الدواب : ما تمشى معترضة خابطة. والعنون ـ بفتح فضم ـ : مبالغة من «عن» إذا ظهر ، ومن الدواب : المتقدمة فى السير. شبه الدنيا بالمرأة المتبرجة المستميلة ، أو بالدابة تسبق الدواب ، وإن لم يدم تقدمها ، أو الخابطة على غير طريق. والجامحة : الصعبة على راكبها ، والحرون : التى إذا طلب بها السير وقفت ، والمائنة : الكاذبة ، والخؤون : مبالغة فى الخائنة. والكنود : من «كند» كنصر ـ : كفر النعمة ، وجحد الحق : أنكره وهو به عالم. والعنود : شديد العناد ، والصدود : كثيرة الصد والهجر. والحيود : مبالغة فى الحيد بمعنى الميل. والميود : من «ماد» إذا اضطرب. يريد بهذه الأوصاف أن الدنيا فى طبيعتها لؤم : فمن سالمها حاربته ، ومن حاربها سالمته
(٣) الحرب ـ بالتحريك ـ : سلب المال ، والعطب : الهلاك.
(٤) أى : قائمون على ساق استعدادا لما ينتظرون من آجالهم ، والساق : مصدر «ساق فلانا» إذا أصاب ساقه ، مثل «رأسه» إذا أصاب رأسه ، و «جلده» أى : أصاب جلده ، و «رآه» أى : أصاب رئته ، و «وجهه» أى : أصاب وجهه ، وهذه الأفعال كلها مفتوحة العين ، أى : ولا يلبثون أن يضربوا على سوقهم فينكبوا للموت على وجوههم ، أو هو السياق بمعنى الشروع فى نزع الروح ، من «ساق المريض سياقا» واللحاق : للماضين ، والفراق : للباقين