فاللّه اللّه ، معشر العباد ، وأنتم سالمون فى الصّحّة قبل السّقم!! وفى الفسحة قبل الضّيق ، فاسعوا فى فكاك رقابكم من قبل أن تغلق رهائنها (١) : أسهروا عيونكم. وأضمروا بطونكم ، واستعملوا أقدامكم ، وأنفقوا أموالكم ، وخذوا من أجسادكم فجدّدوا بها على أنفسكم ولا تبخلوا بها عنها ، فقد قال اللّه سبحانه : «إِنْ تَنْصُرُوا اَللّٰهَ يَنْصُرْكُمْ وَيُثَبِّتْ أَقْدٰامَكُمْ» وقال تعالى : «مَنْ ذَا اَلَّذِي يُقْرِضُ اَللّٰهَ قَرْضاً حَسَناً فَيُضٰاعِفَهُ لَهُ وَلَهُ أَجْرٌ كَرِيمٌ» ، فلم يستنصركم من ذلّ ، ولم يستقرضكم من قلّ ، استنصركم وله جنود السّموات والأرض وهو العزيز الحكيم ، واستقرضكم وله خزائن السّموات والأرض وهو الغنىّ الحميد ، [وإنّما] أراد أن يبلوكم (٢) أيّكم أحسن عملا ، فبادروا بأعمالكم تكونوا مع جيران اللّه فى داره رافق بهم رسله ، وأزارهم ملائكته ، وأكرم أسماعهم أن تسمع حسيس نار أبدا (٣) وصان أجسادهم أن تلقى لغوبا ونصبا (٤)
__________________
(١) غلق الرهن ـ كفرح ـ استحقه صاحب الحق ، وذلك إذا لم يمكن فكاكه فى الوقت المشروط.
(٢) يختبركم
(٣) الحسيس : الصوت الخفى
(٤) لغب ـ كسمع ، ومنع ، وكرم ـ لغبا ولغوبا : أعيى أشد الأعياء ، والنصب التعب أيضا