وقد أمروا غلاماً منهم بأن يلقي عليه سلى جزور وفرثه ، وهو قائم يصلي ، فألقاه بين كتفيه ، فغضب أبو طالب ، وأتى إليهم بذلك السلى نفسه ، فأمرَّه على سبالهم جميعاً.
وقد ألقى الله الرعب في قلوبهم (١) وأوجب ذلهم وخزيهم ، من حيث إنه قد جاء من موقع التحدي ، القوي والصريح.
وكانوا أيضاً يلقون عليه التراب (٢) ورحم الشاة (٣) وغير ذلك.
وقد أثر ذلك إلى حد ما في صرف الناس ، وإبعادهم عن الدخول في الإسلام ، حتى ليقول عروة بن الزبير وغيره :
«.. وكرهوا ما قال لهم ، وأغروا به من أطاعهم؛ فانصفق عنه عامة الناس» (٤).
__________________
(١) الكافي : ج ١ ص ٤٤٩ نشر مكتبة الصدوق ، ومنية الراغب : ص ٧٥. وراجع : الغدير : ج ٧ ص ٣٥٩ و ٣٨٨ وج ٨ ص ٤ ، وأبو طالب مؤمن قريش : ص ٧٣ عن مصادر كثيرة.
(٢) راجع : السيرة الحلبية : ج ١ ص ٢٩١ و ٢٩٢ ، والسيرة النبوية لدحلان (بهامش الحلبية) : ج ١ ص ٢٠٨ و ٢٠٢ و ٢٣١.
(٣) راجع : البداية والنهاية : ج ٣ ص ١٣٤ وتاريخ الأمم والملوك للطبري ج ٢ ص ٧٩ ط مؤسسة الأعلمي والسيرة النبوية لابن هشام ج ٢ ص ٢٨٢ والسيرة النبوية لابن كثير ج ٢ ص ١٤٨ وسبل الهدى والرشاد ج ٢ ص ٤٣٦.
(٤) تاريخ الأمم والملوك للطبري : ج ٢ ص ٦٨ ودلائل النبوة لإسماعيل الأصبهاني ص ١٠٣.