وأنه على وشك الدخول
في صراع مكشوف مع المشركين.
فلا بد من الحذر والاحتياط للأمر؛ فجمع
بني هاشم ، وبني المطلب ، ودعاهم إلى منع الرسول ، والقيام دونه ، فأجابوه ، وقاموا
معه ، باستثناء أبي لهب لعنه الله تعالى.
ومنع الله عزوجل رسوله ، فلم يكن لهم
إلى أن يضروه في شعره وبشره سبيل ، غير أنهم يرمونه بالجنون ، والسحر ، والكهانة ،
والشعر ، والقرآن ينزل عليه صلىاللهعليهوآله
بتكذيبهم.
ورسول الله صلىاللهعليهوآله قائم بالحق ، ما
يثنيه ذلك عن الدعاء إلى الله عزوجل سراً وجهراً.
وقد
أدرك المشركون : أن الاعتداء على
شخصه صلىاللهعليهوآله
سوف يتسبب في صراع مسلح لم يعدوا له عدته ، وليسوا على يقين من أن تكون نتائجه
لصالحهم ، خصوصاً مع ما كان لبني هاشم من علاقات ، ومن أحلاف مع القبائل ، كحلف
المطيبين ، وحلف عبد المطلب مع خزاعة التي كانت تقطن خارج مكة.
بل قد توجب هذه الحرب ـ لو نشبت ـ
التمكين لمحمد صلىاللهعليهوآله
من نشر دعوته .
__________________