شر ، غير مأمونين
على أنفسهما ، ولا أدري ما يكون منهما ، وإني أبرأ إليكم من عمرو وجريرته ، فقد
خلعته.
فقال
عند ذلك بنو المغيرة وبنو مخزوم :
وأنت تخاف عمرواً على عمارة! ونحن فقد خلعنا عمارة ، وتبرأنا إليك من جريرته ، فخلِّ
بين الرجلين.
قال
: فلما اطمأنا بأرض الحبشة ، لم يلبث
عمارة أن دب لامرأة النجاشي ، وكان جميلاً صبيحاً وسيماً ، فأدخلته ، فاختلف إليها
، وجعل إذا رجع من مدخله ذلك يخبر عمرواً بما كان من أمره ، فيقول عمرو :
لا أصدقك أنك قدرت على هذا ، إن شأن هذه
المرأة أرفع من ذلك ، فلما أكثر عليه عمارة بما كان يخبره ـ وكان عمرو قد علم صدقه
، ورأى من حاله وهيئته وما تصنع المرأة به ، إذا كان معها ، وبيتوتته عندها ، حتى
يأتي إليه مع السحر ما عرف به ذلك ، وكانا في منزل واحد ، ولكنه كان يريد أن يأتيه
بشيء لا يستطاع دفعه ، إن هو رفع شأنه إلى النجاشي ـ.
فقال
له في بعض ما يتذاكران من أمرها :
إن كنت صادقاً ، فقل لها :
فلتدهنك بدهن النجاشي الذي لا يدهن به
غيره ، فإني أعرفه ، وائتني بشيء منه حتى أصدقك ..
قال
: أفعل.
فسألها ذلك ، فدهنته منه ، وأعطته شيئاً
في قارورة ، فلما شمه عمرو عرفه ، فقال :