ونقول :
إننا لا نريد أن نناقش في أسانيد هذه الرواية (١) المقطوعة ، ولا أن نفيض في إيراد الدلائل والشواهد على أن ابن المسيب ، فضلاً عن غيره ، متهم في ما يرويه ، مما له ارتباط بالإمام علي عليهالسلام ، كما نص عليه البعض (٢).
ولكننا نشير فقط إلى ما يلي :
أولاً : إن آية النهي عن الاستغفار للمشرك قد وردت في سورة التوبة ، ولا ريب في كونها من أواخر ما نزل عليه صلىاللهعليهوآله في المدينة ، بل لقد ادَّعى البعض أنها آخر ما نزل (٣).
ولا يعقل أن تكون هذه الآية قد بقيت أكثر من عشر سنوات معلقة في الهواء ، والقرآن ينزل ، حتى إذا نزلت سورة التوبة ، أضيفت إليها ، لأن الآيات التي كانت تلحق بالسور ـ لو صح أنها كانت تلحق بها بعد أن لم تكن منها ـ فإنما تلحق بما نزل سابقاً عليها ، وكان ذلك في الأكثر في
__________________
(١) راجع في ذلك : أبو طالب مؤمن قريش ٣١٣ ـ ٣٤٥ وأنساب الأشراف بتحقيق المحمودي ج ٢ ص ٢٥ و ٢٦ ودلائل النبوة للبيهقي ط دار الكتب العلمية ج ٢ ص ٣٤٢ و ٣٤٣.
(٢) الغارات للثقفي ج ٢ ص ٥٦٩.
(٣) الغدير ج ٨ ص ١٠ وأبو طالب مؤمن قريش ص ٣٤١ عن : البخاري ، والكشاف ، والبيضاوي ، وتفسير ابن كثير والإتقان ، وابن أبي شيبة والنسائي وابن الضرير ، وابن المنذر ، والنحاس ، وأبي الشيخ ، وابن مردويه.