وكان مالك بن أنس يرى سماع الغناء بالدفّ وأشباهه من الملاهي ، ويزعم أنّ ذلك سنّة ، وكان يجيز وطيء الغلمان المماليك بملك اليمين.
وقال داود بن علي الاصفهاني (١) : إن الجمع بين الاختين بملك اليمين حلالاً طلق ، والجمع بين الاُم والبنت غير محظور.
فاقيم هؤلاء الفجور وكل منكر فيما بينهم واستحلّوه ، ولم ينكر بعضهم على بعض ، مع أن الكتاب والسنّة والاجماع تشهد بضلالهم في ذلك ، وعظموا أمر المتعة واستنكروها وضللوا فاعلها ، مع أن القرآن والسنّة يشهدان بصحتها ، وأن النبيّ صلىاللهعليهوآله أباحها ، وفعلت على زمانه ، ومات صلىاللهعليهوآله وهي جارية في الصحابة وغيرهم حتّى حرّمها الثاني بجهله وكفره تعصّبه بالباطل ، فصوبوا آراءه ، وسددوا اجتهاده في تحريمها ، فيعلم أنهم ليسوا من أهل الدين ، ولكنهم من أهل العصبية والعدواة لآل محمد صلوات الله وسلامه عليهم أجمعين.
ولنختم المجلس بقصيدة أملاها خالص إيماني على جناني ، وألقاها محض اعتقادي إلى فؤادي ، وكتبتها يد محبتي على لوح فكرتي ، واستخرجتها صناعة بلاغتي من خزانة فصاحتي ، أسأل الله أن يجعلها صدر جريدة عملي ، وبيت قصيدة أملي ، وهو حسبنا ونعم الوكيل :
عصرُ الشبابِ تولّى وانقضى زَمَني |
|
كطيف حلم مضى في غمضة الوسنِ |
____________
١ ـ داود بن عليّ بن خلف الاصفهاني ، المعروف بالظاهري ، ولد عام « ٢٠٢ » ه ، وتوفّي عام « ٢٧٠ » ه ، ولد بالكوفة ، ورحل إلى نيسابور ، ونشأ ببغداد وتوفّي بها ، من تصانيفه : كتابان في فضائل الشافعي. « معجم المؤلفين : ٤/١٣٩ ».