وفي رواية : إنّما هادنت حقناً للدماء وصيانتها ، وإشفاقاً على نفسي وأهلي والمخلصين من أصحابي.
وروي أنّه عليهالسلام قال : يا أهل العراق ، إنّما سمحت (١) بنفسي عليكم لثلاث : قتلكم أبي ، وطعنكم إيّاي في فخذي ، وانتهابكم متاعي. (٢)
وروى الشعبي ، عن سفيان بن الليل (٣) قال : أتيت الحسن عليهالسلام حين بايع معاوية فوجدته بفناء داره وعنده رهط ، فقلت السلام عليك يا مذل المؤمنين.
فقال : وعليك السلام ، يا سفيان ، انزل ، فنزلت فعقلت راحلتي ، ثمّ أتيت فجلست إليه ، فقال : كيف قلت يا سفيان؟
قلت : السلام عليك يا مذل المؤمنين.
فقال : ما جر هذا منك إلينا.
فقلت : إي والله بأبي أنت واُمّي أذللت رقابنا حتّى أعطيت هذا الطاغية البيعة ، وسلّمت الأمر إليه اللعين بن اللعين ، بن آكلة الأكباد ، ومعك مائة ألف كلّهم يموتون دونك.
قال : يا سفيان ، إنّا أهل بيت إذا علمنا الحق تمسكنا به ، وإنّي سمعت عليّاً عليهالسلام يقول : سمعت رسول الله صلّى عليه وآله يقول : لا تذهب الليالي
__________________
١ ـ في المناقب : سخي. اي جعلني سخيّاً في ترككم.
٢ ـ مناقب ابن شهراشوب : ٤/٣٣ ـ ٣٤ ، عنه البحار : ٤٤/٥٦.
٣ ـ كذا الصحيح ، وفي الأصل : لبيد ، وفي المقاتل : بن ابي ليلى.