فصل
في ذكر حمل سبايا رسول الله صلىاللهعليهوآله
وبناته وأحفاده إلى الشام
قلت : ولمّا مرّ بفكري ، وخطر في سرّي ، وتصوّر قلبي ، وانتعش في لبّي ، مسير بنات المصطفى والمرتضى ، وحمل ولد الزهراء على الأقتاب قسراً ، قد غاب الشفيق عنهنّ ، وبعد الشقيق منهنّ ، صرخت بصوت ينبي عن عظيم أحزاني ، وصرخت بلساني عمّا حوى جناني ، ونثرت دمعي لديهنّ ، وأشرت بنثري إليهنّ ، قائلاً :
يا خفرات المصطفى ، ويا بنات المرتضى ، ويا مخدّرات الزهراء ، ويا سيدّات نساء أهل الدنيا والاُخرى ، عجباً للسماء لما أصابكنّ لا تنفطر ، وللكواكب لمصابكنّ لم تنتثر ، وللشمس لم تكوّر ، وللبحار لم تفجّر ، وللجبال لم تسيّر ، وللأرض لم تفطّر! ذكر أسركنّ أسَرَ قلبي ، وأطلق عبرتي ، وذبح طفلكنّ هيّج وجدي ، وأحرق مهجتي ، وذكر مسيركنّ على الأقتاب قرح جفني ، وخبر ورودكنّ على اللعين بغير نقاب ولا جلباب أثار حزني ، ورؤوس رجالكنّ المرفعة على الرماح هيّج بلبالي ، ونفوس فتياتكنّ المنتزعة بحدود الصفاح أشغل بالي.
فيا عيوني لغربتهنّ أذرفي ، ويا نار حزني لكربتهنّ لا تنطفي ، ويا سعير