عليهالسلام حتّى وضعوه بين يدي الحسين عليهالسلام وبه رمق ، فجعل الحسين يمسح وجهه ويقول : أنت الحرّ كما سمّتك اُمّك ، وأنت الحرّ في الدنيا ، وأنت الحرّ في الآخرة.
ورثاه رجل من أصحاب الحسين عليهالسلام ، وقيل : بل رثاه عليّ بن الحسين عليهالسلام :
لنعم الحرّ حرّ بني رياح |
|
صبور عنـد مختـلف (١) الرماح |
ونعم الحرّ إذ نادي حسين |
|
فجاد بنفسه عند الصياح (٢) |
وروي أنّ الحرّ كان يقول :
آليت لا اُقتل حتّى اقتلا |
|
أضربهم بالسيف ضرباً معضلا |
لا ناكل عنهم ولا معللّا |
|
لا عـاجز عنهـم ولا مبـدّلا |
أحمي الحسين الماجد المؤمّلا (٣)
وكان من أراد الخروج ودّع الحسين صلوات الله عليه ، وقال : السلام عليك يا ابن رسول الله ، فيجيبه : وعليك السلام ، ونحن خلفك ، ويقرأ عليهالسلام : ( فَمِنْهُمْ مَنْ قَضَى نَحْبَهُ وَمِنْهُمْ مَنْ يَنْتَظِرُ وَمَا بَدَّلوُا تَبْدِيلاً ) (٤).
ثمّ برز برير بن خضير الهمداني رضي الله عنه بعد الحرّ ، وكان من عباد الله الصالحين ، فبرز وهو يقول :
__________________
١ ـ في المقتل : مشتبك.
٢ ـ كذا في المقتل ، وفي الأصل : الصفاح.
٣ ـ روى الأرجاز في المقتل هكذا :
آليـت لا اُقتـل
حتـى اقتـلا |
|
ولا اُصاب اليوم
إلاّ مقبلا |
أضربهم بالسيف
ضرباً معضلا |
|
لا نـاكلاً فيهم
ولا مهللّا |
٤ ـ سورة الأحزاب : ٢٣.