بن بلال ، عن أم الدرداء ، عن أبي الدرداء ، قال : إنّ بلالاً رأى في منامه النبيّ صلىاللهعليهوآله وهو يقول له : ما هذه الجفوة يا بلال؟! أما آن لك أن تزورني يا بلال؟
فانتبه حزينا وجلاً خائفاً ، فركب راحلته وقصد المدينة [من الشام] ، فأتى قبر النبي صلىاللهعليهوآله فجعل يبكي عنده ويمرّغ وجهه عليه.
فأقبل الحسن والحسين فجعل يضمّهما ويقبِّلهما ، فقالا له : يا بلال ، نشتهي أن نسمع أذانك الذي كنت تؤذّنه لرسول الله صلىاللهعليهوآله في السَّحَر ، ففعل ، فَعَلا سطح المسجد ، فوقف موقفه الذي كان يقف فيه ، فلمّا أن قال : «الله أكبر الله أكبر» ارتجّت المدينة.
فلما أن قال : «أشهد أن لا إله إلاّ الله» زاد تعاجيجها ، فلما أن قال : «أشهد أن محمّداً رسول الله» خرج العواتق من خدورهنّ ، فقالوا : أبُعِث رسول الله صلىاللهعليهوآله؟! فما رؤي يوماً أكثر باكياً وباكية بعد رسول الله صلىاللهعليهوآله من ذلك اليوم (١).
لقد ثبت أنّ بلالاً أذّن لفاطمة بعد وفاة رسول الله صلىاللهعليهوآله وقبل خروجه إلى الشام ، وأذّن للحسن والحسين بعد وفاة فاطمة عند رجوعه من الشام لزيارة قبر رسول
__________________
(١) تاريخ دمشق ٧ : ١٣٦ ترجمة رقم ٤٩٣ قال : انبأنا أبو محمد بن الاكفاني ، نا عبدالعزيز بن أحمد ، نا تمام بن محمد ، نا محمد بن سليمان ، نا محمد بن الفيض ، نا أبو إسحاق إبراهيم بن محمد بن سليمان بن بلال بن أبي الدرداء ، ثم ذكر باقي الاسناد ، والنص عنه ، ومختصر تاريخ دمشق ٤ : ١١٨ ، ٥ : ٢٦٥ ، أسد الغابة ١ : ٢٠٨. وانظر : تهذيب الكمال ٤ : ٢٨٩ ، حيث أبدل «الحسن والحسين» بـ «بعض الصحابة».