ثانياً
: إن نفس هذا المستدل يدعي : أن ابن عربي
مستضعف ، وأنه كان يعيش في المغرب ، ولم يكن يعرف شيئاً عن الشيعة والتشيع ، فضلاً
عن الإمامية ، فراجع كلامه .. .
فإذا
كان الأمر كذلك ، فمن أين عرف بأمر
خداع الشياطين للشيعة ، وخصوصاً الإمامية منهم؟! وكيف نجمع بين ما زعمه من أمر
الشياطين معهم ، وبين احترامه وتقديره لهم ..
ثالثاً
: لو سلمنا أنه لا يعرفهم ، فإن كتابه
هذا قد وصله عن طريق الإلهام ، وكتب مطالبه من دون اختيار منه ـ كما يزعم ـ فكيف
أخطأ الإلهام الإلهي في هذا الأمر؟! ..
ولماذا لم يكتشف أمر الشيعة بواسطة
الكشف الذي يدّعيه؟!
وإن لم يستطع ذلك ، فكيف يطلق أحكامه
عليهم قبل أن يعرف حالهم؟!
ولماذا لم يطلب كتبهم ، ليقرأها ، وليعرف
مقالاتهم؟!
ولو لم يحصل على كتبهم ، فلماذا لم يسأل
علماء عصره عنهم ، وعنها ..
فإن ابن عربي قد ألف فتوحاته في مكة ، لا
في بلاد المغرب ، فإن كان التعرف على أمر الشيعة يصعب عليه في المغرب ، فهل يصعب
في مكة؟!
رابعاً
: إن كتب الشيعة ومقالاتهم كانت معروفة
وشائعة في بلاد المغرب ، تماماً كما كانت الحال عليه في المشرق. وقد سجل ابن عبد
ربه ، وابن جزم ، وابن عبد البر ، والقاضي ابن العربي صاحب كتاب شرح الترمذي ، وصاحب
كتاب العواصم من القواصم ، وكذلك ابن خلدون ، وغيرهم من علماء تلك البلاد سجلوا في
مؤلفاتهم ، مثل العقد الفريد والمحلى ، والفصل في الملل
__________________