حسنة ، يشهدها وحسنها.
ومن عباد الله من لم يأت في نفس الأمر إلا ما أبيح له أن ياتيه ، بالنظر إلى هذا الشخص على الخصوص .. وهذا هو الأقرب في أهل الله. فإنه قد ثبت في الشرع أن الله يقول للعبد ، لحالة خاصة : «إفعل ما شئت ، فقد غفرت لك» فهذا هو المباح ، ومن أتي مباحاً لم يؤاخذه الله به ، وإن كان في العموم في الظاهر معصية ، فما هو عند الشرع في حق هذا الشخص ، معصية.
ومن هذا القبيل هي معاصي أهل البيت عند الله ، قال عليهالسلام في أهل بدر : «وما يدريكم! لعل الله قد اطلع على أهل بدر فقال : افعلوا ما شئتم ، فقد غفرت لكم» ..
وفي الحديث الثابت : «أن عبداً أذنب فيقول : رب اغفر لي.
فيقول الله : أذنب عبدي ذنباً ، فعلم أن له رباً يغفر الذنب ، ويأخذ بالذنب.
ثم عاد فأذنب.
إلى أن قال : في الرابعة ، أو في الثالثة : إفعل ما شئت فقد غفرت لك».
فأباح له جميع ما كان قد حجره عليه ، حتى لا يفعل إلا ما أبيح له فعله ، فلا يجري له عند الله لسان ذنب ، وإن كنا لجهلنا بمن هذه صفته وهذا حكمه عند الله أن نعرفه ، فلا يقدح ذلك في منزلته عند الله ..
فمن هذه حالته ما فعل إلا ما أبيح له فعله أو تركه .. فإن الحكم يترتب بجميع الأحوال.
فحال أهل الكشف ، على اختلاف أحوالهم ، ما هو حال من ستر عنه حاله.
فمن سوى بينهما فقد تعدى فيما حكم به .. ألا ترى «المضطر» ما حرمت الميتة عليه قط ، متى وجد الإضطرار. وغير «المضطر» ما أحلت له الميتة قط؟ هذا ظاهر الشرع ، فأحكام الشرائع مرتبة على الأحوال ، ونحن ،