كما أن الشعراني قد نقل هذه الفقرة عن الفتوحات ، ولم يذكر أن هذه الكلمة منسوبة إلى الإمام علي عليهالسلام ، وإن كانت عبارته تختلف عن عبارة الفتوحات أيضاً ، فقد قال : «فكان صلى الله عليه [وآله] وسلم مبدأ ظهور العالم ، وأول موجود. قال الشيخ محيي الدين. وكان أقرب الناس إليه في ذلك الهباء علي بن أبي طالب رضي الله تعالى عنه ، الجامع لأسرار الأنبياء أجمعين .. (١).
سادساً : وكما أنه ليس في هذه الفقرة : أن علياً عليهالسلام إمام العالم. ليس فيها أيضاً : إنه الجامع لأسرار الأنبياء ، بل فيها : إن القريب من النبي صلىاللهعليهوآله هو علي وأسرار الأنبياء. وشتان ما بينهما ..
سابعاً : أضف إلى ذلك : أن مجرد قرب علي عليهالسلام من حيث الظهور في الوجود لا يعني أنه الأفضل بعد رسول الله صلىاللهعليهوآله .. فإن النبي آدم عليهالسلام كان أباً للبشر كلهم ، ولم يكن أفضل من النبي إبراهيم ، أو من نبينا الأعظم صلىاللهعليهوآله وعلى النبي إبراهيم وآله ..
ويضاف إلى ذلك : أن الأفضلية بعد رسول الله ـ بنظر ابن عربي ـ هي لأبي بكر ، لأنه يصرح بأنه ليس بين النبي صلىاللهعليهوآله وبين أبي بكر رجل ، كما أن سائر ما ذكره عن أبي بكر مما سنورده في فصل مستقل يدل على أن مقصوده بالعبارة المشار إليها آنفاً هو قربه منه صلىاللهعليهوآله من حيث النسب ، لا الفضل ..
وأخيراً نقول :
إن الظاهر هو : أنهم قد استنبطوا هذه الكلمة استنباطاً ، فإن ابن عربي قد وصف النبي صلىاللهعليهوآله بأنه سيد العالم بأسره ، ثم قال : إن أقرب
__________________
(١) اليواقيت والجواهر ص ٣٣٩ ط دار إحياء التراث مؤسسة التاريخ العربي ..