قائمة الکتاب

إعدادات

في هذا القسم، يمكنك تغيير طريقة عرض الكتاب
بسم الله الرحمن الرحيم

ابن عربي سنّيّ متعصّب

ابن عربي سنّيّ متعصّب

ابن عربي سنّيّ متعصّب

تحمیل

ابن عربي سنّيّ متعصّب

34/279
*

بالقياس ، ولا يقولون به ، فهل صار الشافعي شيعياً ، فضلاً عن غيره؟!

ثانياً : لنفترض : أن ابن عربي كان وحده الذي وافق الشيعة في رفض العمل بالقياس ، فإن هذا لا يجعله في جملة «الشيعة»؟! فإن للتشيع عقائده ، وأسسه ، وأركانه .. وعلى رأسها رفض صحة خلافة أحد سوى أمير المؤمنين عليه‌السلام ، واعتبار التعدي على السيدة الزهراء عليها‌السلام أمراً يوجب غضب الله ورسوله ، ويَحْرِم فاعله من أي مقام. فضلاً عن أن يتصدى لمقام الخلافة والإمامة؟!

ولم يكن ابن عربي ممن يرى ذلك في شأن من تعدى على السيدة الزهراء عليه‌السلام ، واغتصب مقام الخلافة ، كما ستظهره النصوص التي أوردناها في هذه الدراسة الموجزة إن شاء الله تعالى ..

ثالثاً : إنهم ينسبون إلى ابن الجنيد الإسكافي ، أنه كان يعمل بالقياس في الفقه أيضاً (١) ، فلو صح هذا الأمر عنه ، فهل يجعله في جملة أهل السنة ، ويخرجه عن مذهب التشيع؟! ..

هذا إن لم نقل : إن القياس الذي عمل به ابن الجنيد ، هو قياس الأولوية القطعية ، الداخل في باب الظهورات ، والذي من أمثلته قوله تعالى : (لاَ تَقُل لَّهُمَآ أُفٍّ) (٢) الدالة على حرمة ضربهما ..

ولعله قد اشتبه عليه الأمر أحياناً فتخيل ما هو ظني ـ بحسب الفهم النوعي ـ قطعياً ، حين حصل له القطع الشخصي به.

أو نقول : كما احتمله بعضهم : إنه كان يستعمل القياس في مناقضاته مع

__________________

(١) روضات الجنات ج ٦ ص ١٤٥ والكنى والألقاب ص ٢٦ وراجع الفهرست للطوسي أيضاً.

(٢) الآية ٢٣ من سورة الإسراء.