كالغار ، (إِذْ هُمَا
فِي الْغَارِ إِذْ يَقُولُ لِصَاحِبِهِ لاَ تَحْزَنْ إِنَّ اللهَ مَعَنَا)
فإنه ، أي أبو بكر ، واقف مع صدقه. ومحمد عليهالسلام
واقف مع الحق ، في الحال الذي هو عليه في ذلك الوقت ..
فهو الحكم كفعله عليهالسلام يوم بدر في الدعاء
والإلحاح ، وأبو بكر عن ذلك صاح ، فإن الحكيم هو الذي يوفي المواطن حقها.
ولما لم يصح اجتماع صادقين معاً ، لذلك
لم يقم أبو بكر في حال النبي صلى الله عليه [وآله] وسلم ، وثبت مع صدقه ، فلو فقد النبي
في ذلك الموطن ، وحضره أبو بكر ، لقام في ذلك المقام الذي أقيم فيه رسول الله ، لأنه
ليس ثم أعلى منه يحجبه عن ذلك ، فهو رضي الله عنه صادق ذلك الوقت وحكيمه ، وما
سواه تحت حكمه ..
فلما نظرت نقطة أبي بكر إلى الطالبين
أثرهما ، أسف عليه ، أي على النبي ، فأظهر الشدة ، وغلب الصدق ، وقال : (لاَ
تَحْزَنْ)
لأثر ذلك الأسف على النبي ، (إِنَّ اللهَ مَعَنَا) كما أخبرتنا ..
وإن
جعل منازع : أن محمداً هو
القائل لم نبال ، لما كان مقامه صلى الله عليه [وآله] وسلم الجمع والتفرقة معاً ، وعلم
من أبي بكر الأسف ، ونظر إلى الألف ، فتأيد ، وعلم أن أمره مستمر إلى يوم القيامة.
قال : (لاَ تَحْزَنْ إِنَّ اللهَ مَعَنَا)
..
وهذا أشرف مقام ينتهي إليه الذي هو تقدم
الله عليك : «ما رأيت شيئاً إلا رأيت الله قبله» ، شهود بكري ، وراثة محمدية ..
وخاطب الرسول الناس بـ «من عرف نفسه عرف ربه»
وهو قوله يخبر
__________________