منه جواز حركته
واحترام ثورته ؛ فيكون مُخصِّصاً لما دلَّ على حُرمة التقيَّة لو وجد.
وهذا الوجه أكيد الصحَّة ، لو تمَّ
بالدليل كون التقيَّة عزيمة لا رُخصة ، وهو الوجه الذي يشمل أهله وأصحابه وأهل
بيته ، الذين رافقوه في حركته وآزروه في ثورته ؛ فإنَّ التقيَّة إنْ كانت واجبة في
حقِّهم أساساً ، فهي لم تكن واجبة عندئذ ، بلْ مُستثناة عنهم بأمر إمامهم الحسين
نفسه ؛ حيث أوجب عليهم المسير معه والقتل بين يديه ، بلْ التقيَّة لم تكن واجبة مِن هذه
الناحية على أيِّ واحد مِن البشر على الإطلاق ؛ تمسُّكاً بما ورد عنه (سلام الله
عليه) : «مَن سمع واعيتنا ولم ينصرنا اكبَّه الله في النار» .
وهو دالٌّ بوضوح على لزوم نصره ووجوب
ترك التقيَّة مِن هذه الناحية ، وكذلك ما ورد عنه أنَّه قال عليهالسلام حيث بقي وحيداً بعد
مقتل أصحابه وأهل بيته : «هل مِن ناصر ينصرنا وهل مِن ذابٍّ عن حرم رسول الله» ، وسنذكر بعونه تعالى أنَّ هذا إنَّما
قال الحسين عليهالسلام
لأجل إقامة الحُجَّة
__________________