وسأقوم بترقيمها تنبيهاً للقارئ على عددها ، بالرغم أنّها من المصدر الذي أنقل عنه غير مرقّمة ، ولعلّ المؤلِّف لم يلتفت إلى أنّها سبعة موارد أو إلى أهميّة كونها سبعة ، قال :
١ ـ ولمّا حُمل الرأس الشريف إلى دمشق ونُصب في مواضع الصيارفة ، وهناك لغط المارّة وضوضاء المتعاملين ، فأراد سيّد الشهداء توجيه النفوس نحوه ليسمعوا عضاتهُ ، فتنحنحَ الرأس تنحنحاً عالياً ، فاتّجهت إليه الناس واعترتهم الدهشة ، حيث لم يسمعوا رأساً مقطوعاً يتنحنح قبل يوم الحسين عليهالسلام ، فعندها قرأ سورة الكهف إلى قوله تعالى : (إِنَّهُمْ فِتْيَةٌ آمَنُوا بِرَبِّهِمْ وَزِدْنَاهُمْ هُدًى) (١).
٢ ـ وصُلب على شجرةٍ ، فاجتمع الناس حولها ينظرون إلى النور الساطع فأخذَ يقرأ : (وَسَيَعْلَمُ الَّذِينَ ظَلَمُوا أَيَّ مُنقَلَبٍ يَنقَلِبُونَ) (٢).
٣ ـ وقال هلال بن معاوية رأيت رُجلاً يحمل رأس الحسين عليهالسلام والرأس يخاطبه : (فرّقتَ بين رأسي وبَدني) ، فرفعَ السوط وأخذَ يضرب الرأس حتّى سكت.
٤ ـ ويُحدّث ابن وكيدة : أنّه سمعَ الرأس يقرأ سورة الكهف فشكّ في أنّه صوته أو غيره ، فتركَ عليهالسلام القراءة والتفتَ إليه يُخاطبه : (يا بن وكيدة ، أما عَلمتَ أنّا معشر الأئمّة أحياءٌ عند ربّهم يُرزقون).
٥ ـ عَزم ابن وكيدة على أن يَسرق الرأس ويدفنهُ ، وإذا الخطاب من الرأس الشريف : «يابن وكيدة ، ليس إلى ذلك من سبيل ، إنّ سَفكهم دمي أعظم عند الله من تسييري على الرمح ، فَذَرهم فسوف يعلمون أنّ الأغلال في أعناقهم والسلاسل يُسحبون».
__________________
(١) سورة الكهف : آية ١٣.
(٢) سورة الشعراء : آية ٢٢٧.