وتعالى أفضل.
تاسعاً
: من الأمور التي ننصح بها الخطيب
الحسيني أيّاً كان : أن يحاول برمجة مصادره جهد الإمكان في قالب موحّد ومنسجم ، وليس
متنافراً ومتناقضاً من ناحية ، ولا متباعداً ومتناثراً من ناحية ، بل يذكر أموراً
متقاربة تاريخيّاً منسجمة نظريّاً ، ويبذل أقصى إمكانه فيه.
عاشراً
: أن يَدع ما أمكن التفلسف في الحوادث ، أعني
التعرّض إلى الحُكم والأسباب التي اقتضتها ، ما لم يَحرز في نفسه الإصابة لذلك ، وإلاّ
فليدع ذلك إلى أهله ، وهو خيرٌ له في الدنيا والآخرة من أن يكلّف نفسه ما لا يُطيق
، أو أن يُكلّف السامعين ما لا يطيقون ، فقد تثبُت الشُبهة في أذهانهم ويكون
الخطيب عاجزاً عن ردّها ، أو عن إقناع السامعين بالرد ، فيتورّط بالحرام من حيث لا
يعلم ، وليس ذلك فقط ، أعني فيما يخصّ كربلاء ، أو حركة الحسين عليهالسلام ، بل كلّ أمور
الشريعة على هذا الغرار ، فلا ينبغي لأيّ فردٍ التعدّي إلى التفلسف فيها ما لم
يَحرز في نفسه الأهليّة والقدرة ، وإلاّ فمن الأولى لهُ إيكال عِلمها إلى الله
سبحانه : (وَالرَّاسِخُونَ فِي الْعِلْمِ يَقُولُونَ
آمَنَّا بِهِ كُلٌّ مِّنْ عِندِ رَبِّنَا)
.
ومن أمثلة ذلك : ما سمعتهُ شخصيّاً من
بعض الخطباء ، حيث كان يُحلّل معنى ما ورد : (لا عَدوى في الإسلام) ، ولم يكن يُفلح في ذلك ، وسمعتُ من
بعضهم أيضاً : أنّه كان يُحلّل قول رسول الله صلىاللهعليهوآله
لعلي عليهالسلام
، على ما هو مروي في نهج البلاغة : «يا علي ، إنّك ترى ما أرى وتسمعُ ما أسمع» .
__________________