والشام ، وهي منطقة دمشق الآن (١) ، وهي ليست في الحدود الشرقيّة لسوريا بل على الحدود الغربية لها ، وهي الحدود مع لبنان.
والمسافة بينهما تُقدّر بحوالي ألفي كيلومتر ، فإذا كانت كلّها مملوءة بالجيش المعادي كخطّ طويل مُحتشد في هذا البر المتطاوِل ، فكم سوف يكون عدد أفراده؟
إنّ الكيلو متر الواحد الممتدّ لن يكفي في امتلائه بالناس ألف إنسان بطبيعة الحال ، بل لن يكفي ضِعف هذا العدد ، ولكنّنا لو اقتصرنا على ألف لكان المجموع مليونين من الناس على أقلّ تقدير ، وقد يصل الرقم إلى أربعة ملايين ، مع أنّ أعلى رقم مُحتمل للجيش المعادي للحسين عليهالسلام هو مئة وعشرون ألفاً (٢).
__________________
(١) معجم البلدان للحَمَوي : ج ٢ ، ص ٤٦٣.
(٢) اختلفَ المؤرّخون كثيراً في عدد الجيش الذي قاتلَ الحسين عليهالسلام ، بل بعضهم قد بالغَ في كثرة الجيش إلى حدٍّ قال فيه العلماء : إنّه شاذ ، كالذي ذكرهُ ابن العصفور البحراني حيث قال : إنّ عدد الجيش الخارج على الحسين قد بلغَ خمسمئة ألف ، والأغرب من هذا أنّه يقول : إنّ الحسين عليهالسلام قد قتلَ منهم (٤٠٠ ألف) ، وينقل لنا ذلك الفاضل الدربندي في أسرار الشهادة فيعلِّق على هذا القول بقوله : (نعم ، إنّ هذا يجوز ويصحّ بالقوّة اللاهوتيّة لا البشريّة ، بل الاستغراب والاستبعاد من جهةٍ أخرى وهي : إنّ المحاربة والقتل كانت بالسيف والرمح يومئذٍ ، وقد وقَعت شهادة الإمام عليهالسلام قريب من الغروب أو العصر من ذلك اليوم ، فهذا الوقت القليل لا يسع لتلك المقاتلات والمحاربات الكثيرة منه عليهالسلام ، فهذا أمرٌ ظاهر عند الكل ولاسيّما إذا لوحِظَ في العين محاربات الأصحاب وفتية بني هاشم) أسرار الشهادة : ص ٤١٤.
أمّا الأرقام التي وردت في عدد الجيش والتي يمكن احتمال صحّتها فهي كما يلي :
١ ـ ٨٠ ألف ، بُغية النُبلاء : ج ٢ ، الدمعة الساكبة : ص ٣٢٢ نقلاً عن أبي مخنف وتحفة الأزهار لابن شدقم.
٢ ـ ٧٠ ألف ، أسرار الشهادة للدربندي : ص ٢٣٧ ، سفينةُ النجاة للعيّاشي.
٣ ـ ٥٠ ألف ، شرح شافية أبي فراس : ج ١ ، ص ٩٣.