النساء كنّ موجودات
في الخيام ، ولسنَ مُشرفات على الواقعة ولا مُتابعات للحوادث ، ولا يعرفنَ أشخاص
الرجال الأجانب بأسمائهم ، فمن هذه الناحية ستكون فكرتهنّ عن التفاصيل غائمة
ومُجملة لا محالة.
الأمرُ
الثاني : حاصل لدى وجودهنّ في المدينة المنوّرة
، حيث كانت المصلحة الدينيّة والاجتماعيّة تقتضي إقامة المزيد من المآتم على واقعة
الطف ، وإظهار المزيد من الحزن البكاء على مَن قُتل فيها ، إذاً فقد انشغَلت
النساء بمهمتهنّ المقدّسة تلك ، ولم تجد إحداهنّ الفرصة الكافية لرواية التفاصيل.
القسمُ
الثالث : الأطفال القلائل الذين نجوا من واقعة
الطف ، واستطاعوا الهرب منها : كأحمد بن مسلم بن عقيل ، أو عادوا مع النساء : كالحسن
المثنّى
وغيرهم
، فإنّهم أصبحوا كباراً بالتدريج ، فمن الممكن لهم عندئذٍ أن يَرووا ما رأوا وما
سمعوا.
إلاّ أنّنا مع ذلك لا ينبغي أن نبالغ في
إمكان أخذ التفاصيل من هؤلاء تاريخيّاً ؛ لعدّة أمور لعلّها تندرج في أمرين :
الأمرُ
الأوّل : حالهم في واقعة الطف نفسها ، فإنّهم :
١ ـ كانوا محجوزين في الخيام مع النساء
ولا يشاهِدون التفاصيل.
__________________