أسئلةٌ حول شَخص الحُسين عليهالسلام
نُثير فيما يلي عدداً من الأسئلة عن بعض الجوانب العامّة من واقعة كربلاء ، ممّا يرتبط بشخص الحسين عليهالسلام جهد الإمكان ، بصفتهِ الشخص الرئيسي والأهمّ هناك ، وكذلك بصفتهِ الشخص الوحيد المعصوم المطلّع على الواقعيّات فيهم ، نُثير هذه الأسئلة لكي نستفيد من أجوبتها تاريخيّاً ومعنويّاً :
السؤالُ الأوّل : لا شكّ أنّ الإمام الحسين عليهالسلام ، قد حصلَ تاريخيّاً أنّه بعد أن قُتلَ أصحابه وأهل بيته بقى وحيداً فريداً بين الأعداء ، لا يجد له ناصراً ولا مُعيناً (١) ، فهل شعرَ بذلك من الناحية المعنويّة؟
جوابهُ : النفي بطبيعة الحال ؛ لأنّه يشعُر أنّهُ مع الله جلّ جلاله ومَن كان مع الله كان الله معهُ ، وقال تعالى : (إِن تَنصُرُوا اللَّهَ يَنصُرْكُمْ وَيُثَبِّتْ أَقْدَامَكُمْ) (٢) ، وقال تعالى : (فَاذْكُرُونِي أَذْكُرْكُمْ وَاشْكُرُواْ لِي وَلاَ تَكْفُرُونِ) (٣) ، وما دامَ الحسين عليهالسلام مع الله سبحانه ، إذاً لا يهمّهُ أن يكون أحد من الخلق معهُ على الإطلاق.
وقد يخطر في البال : إنّ هذا الذي قلناه ينافي ما ورد عنهُ عليهالسلام أنّه قال في ذلك الحال : «هل من ناصرٍ ينصُرنا؟ هل من مُعينٍ يُعيننا؟ هل من ذابٍّ يذبّ عن حُرَم رسول الله» (٤) ، وهذا يدلّ على أنّه طلبَ النُصرة من الآخرين على أيّ حالٍ ،
__________________
(١) الدمعةُ الساكبة : م ١ ، ص ٣٤٠ ، أسرار الشهادة للدربندي : ص ٣٦٩.
(٢) سورة محمّد : آية ٧.
(٣) سورة البقرة : آية ١٥٢.
(٤) اللهوف : ص ٤٣ ، المنتخب للطريحي : ص ٣١٢ ، الدمعةُ الساكبة : ص ٣٤٠.